ما حصل من إنجاز تاريخي كبير في حوار القاهرة بين الفلسطينيين أسعدنا جميعا، كون هذا الإنجاز سيقوي جانب الفلسطينيين في مواجهة العدو الإسرائيلي، ولكن الأهم من ذلك حقيقة هو استمرار المصالحة وعدم العودة إلى الانشقاق والاقتتال مرة أخرى، لأن أية عودة إلى ذلك، سيعني أن أي مصالحة في المستقبل لن يكون موثوقاً بها! لأن كل مصالحة يعقبها اقتتال وهكذا!. وكلنا يتذكر اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي وقعه كل من قادة فتح وحماس بجوار الحرم المكي الشريف في فبراير 2007م، وكلنا يتذكر أيضا كيف أقسم الإخوة في الحركتين على عدم العودة إلى الاقتتال ومع ذلك، وقبل أن يجف حبر الاتفاق عاد الإخوة إلى التناحر والتخوين والاقتتال!. لذلك نرجو ألا تتكرر هذه المأساة مرة أخرى، وأن يمضي الفلسطينيون في اتفاق المصالحة الذي وقعوه في القاهرة حتى نهايتها، لأن مستقبلهم مرهون بذلك. فالعدو الإسرائيلي يتربص بالفلسطينيين، ويتحين الفرص للتنكيل بهم، وقتل نسائهم وشيوخهم وأطفالهم دون هوادة، بحجة مهاجمة قادتهم العسكريين!. ولم يتجرأ الإرهابيون الإسرائيليون على ذلك إلا عندما وجدوا أن أمامهم صفا فلسطينيا متصدعا يسهل عليهم تدميره!.
نحن نناشد الإخوة في فلسطين أن يحفظوا العهد، والاتفاق فيما بينهم، وألا يدعوا الفتنة تستيقظ من سباتها، فالشعب الفلسطيني من حقه أن يعيش في ظل قيادة موحدة، تراعي شؤونه، وتدافع عن حقوقه! لا أن تستغل ظروفه بتحقيق مكاسب سياسية وحزبية هنا وهناك. إنها فرصة الآن لإنشاء الدولة الفلسطينية في ظل إدارة أمريكية جديدة تعتبر تحقيق السلام في الشرق الأوسط من أولى أولويات سياستها الخارجية، على عكس الإدارة الأمريكية السابقة التي أدخلت منطقتنا في حروب وصراعات شتى!. لكن هذه الفرصة لن تتحقق إلا بوجود طرف فلسطيني قوي، وموحد، يضع مصلحة فلسطين فوق المصالح الشخصية والحزبية.
***