لقد رافق مشروع الخرج اهتماماً من الملك عبدالعزيز وولي عهده الأمير سعود بتنمية شاملة في الخرج سواء من الناحية الزراعية أو العمرانية أو الأمنية والتعليمية، فقد نشر في جريدة أم القرى العدد (1471 بتاريخ 28 شوال 1372هـ) ما نصه: من آثار سمو ولي العهد المعظم المدينة النموذجية الجديدة في الخرج، حيث جاء الخبر على النحو الآتي:
كان حضرة صاحب السمو الملكي ولي العهد المعظم قد أصدر أمره الكريم بوضع الخرائط الفنية لتخطيط الأراضي الواقعة بشرق بلدة الخرج لتقوم عليها (المدينة السعودية). ثم يضيف الخبر: كانت الإذاعة قد أشارت فيما سبق على الهبة السامية الكريمة إذ تفضل سموه الكريم بتوزيع تلك الأراضي على المدنيين والعسكريين من رعاياه، فكانت لفتة سامية كريمة ومكرمة حميدة سطرها التاريخ لسموه بأحرف من نور وقد أنشئت المدينة السعودية بالخرج حيث تشرف على جميع المزارع وخططت شوارعها التي بلغت 42 شارعاً طول كل شارع يختلف من كيلو إلى ثلاثة كيلوات من الأمتار، وما زال التخطيط مستمراً وقد روعي في تخطيط هذه المدينة جمال التنسيق بين مبانيها وشوارعها لتكون على غرار المدن الحديثة. ويضيف الخبر: وتم بهذه المدينة تشييد أحد عشر مسجداً تلحق بها أراضٍ خصصت لبناء دور للأئمة والمؤذنين وحوالي 12 ألف قطعة من الأراضي، كما أنشئ بها ألف من البيوت التي روعي فيها أن تكون على نسق واحد، وبالمدينة ثلاثة شوارع رئيسية عرضها ستون متراً وبقية الشوارع عرضها يتراوح بين عشرين وخمسة وعشرين متراً، كما تم تخطيط ثلاثة مستشفيات ودار للإسعاف ومكتبة عامة وملجأ لإيواء العجزة والأيتام، وأربعة عشر مقراً للدوائر الحكومية في المستقبل إن شاء الله. كما أعدت بها شوارع عمومية لتكون أسواقاً لباعة اللحوم والخضروات والأخشاب وبيع الماشية من غنم وإبل وبقر وبها ألف حانوت على أحدث طراز وبالمدينة ساحة كبيرة خصصت لمواقف السيارات العمومية وميدان للرياضة وآخر لسباق الخيل وشارع عام أعد للمصالح العامة يسمى بالشارع الخيري، كما أعدت بالمدينة السعودية ثمانية قصور للحكومة على أحدث طراز فني. وخصص ثلاثة قطع بتلك المدينة لتقوم عليها دورات مياه عامة، وتعتبر هذه المدينة النموذجية بالخرج مفخرة من مفاخر العهد السعودي الزاهر من خلال الأعمال الخيرية التي يرعاها سمو ولي العهد المعظم.