منذ عصور الجاهلية مروراً بعصور الإبداع الأدبي ثم عصور الانحطاط الأدبي وهذه القضية تشغل بال النقاد والمبدعين، وهي نسبة الشعر وبعض المقولات الراقية والدقيقة إلى أشخاص لم يقولوها، بعض الناس -كما تقول الرواية النقدية- يكون شاعراً مغموراً، ثم يأتي بأبيات شعرية وينسبها إلى النابغة الذبياني أو فلان من الشعراء الكبار لتسير هذه الأبيات بين الناس، وبعض النقاد ودارسي الأدب يرى بيتاً شعرياً فينسبه إلى أحد الشعراء ظناً منه أنه له، لأن هذا البيت أو تلك القصيدة تتطابق ومنهج الشاعر الفلاني، وهذه قضية معروفة يدرسه النقاد وعلماء الأدب والشعر والرواية، وهناك الكثير من الدراسات النقدية والأدبية للشعر المنسوب خطأ أو المنسوب إلى غير صاحبها عمداً أو سهواً غلطاً.
وفي عصرنا هذا لم يظلم شاعر وينسب إليه القصيد كما هو الحال بحميدان الشويعر الذي نسب إليه الكثير من الشعر مما لم يقله، وأنا هنا لا أبرئ حميدان من كل الشعر المختلف فيه عنه بقد ما أدعو عشاق هذا الشاعر ومتذوقي شعره إلى دراسة شعره دراسة متأنية تنقي شعره مما نسب إليه وليس منه وبخاصة ما كان فيه انتقاص للآخرين مما يستحيل أن يقوله شاعر في تلك العصور التي انعدم فيها الأمن ولا يستطيع أحدهم أن ينتقد الآخرين كيف بقصيدة أو قصائد أتت على لسان هذا الشاعر تنتقص قرى ومدن وقبائل؟!.
ختاماً أشكر أهالي القصب على هذه الفكرة الرائدة في إقامة ندوة عن حميدان الشويعر ودراسة شعره، وهذا ما أتمنى أن نراه في القريب العاجل بإذن الله.
وأخص بالشكر الصديق العزيز د. عثمان المنيع صاحب الفكرة ومتابعة تنفيذها.
للتواصل
فاكس: 2092858
Tyty88@gawab.com