يغضبون لأي كلمة.. ويثورون لأتفه سبب..
ويقسمون بأن أدنى كلمة هم المقصودون بها..
وأي نظرة شك هي مسلطة عليهم بلا شك... -هكذا يعتقدون- ....؟!
الكثيرون يشعرون بعدم الرضا عن أنفسهم وينتهجون سلوكيات تكشف عن مدى
تزعزع ثقتهم بأنفسهم, وعجزهم عن التوائم مع حقيقتهم..؟!
فيتخلل الشك حياتهم ويفقدون الثقة فيمن حولهم.. ومهما فعلت لتصحيح أفهماهم فلن يجدي ذلك شيئاً.. لذلك إذا قابلت تلك الفئة فاهرب منهم سريعاً...؟!
وإذا حكم عليك القدر بالعيش معهم رغماً عنك فاعلم أنك سيئ الحظ بما فيه الكفاية..!
إن ما نشاهده في حياتنا من تهافت العديد من الناس على تغيير أساليب حياتهم وأشكالهم
دون أن يشعروا بالرضا خير دليل على أنهم عاجزون عن التصالح مع أنفسهم فيبحثون
عن بدائل تشعرهم بالرضا وتقودهم للسلام الداخلي ولكن بلا جدوى...!
تلك الزوجة التي لا تفتأ تزمجر بأن زوجها لا يعرف حقوقها ولا يثني على جمالها الأخاذ
ومهما فعل لإرضائها.. فلن يفلح.. وستضل في ضلالها القديم.. ولن تشعر بحميد خصاله... هي في صورة تلك الفتاة التي تثور لكل خير يطال غيرها.. متناسية قول المصطفى: (أحب لأخيك ما تحب لنفسك..).
وليس عنهما ببعيد ذلك الشاب الذي يرهق نفسه بالديون ليبدو أمام زملائه بأنه الأكثر ثراء وما يفعله لا يعدو كونه خداعاً لذاته المريضة.. فلو كان يشعر بالثقة لما احتاج لرسم صورة مزيفة لنفسه أمام الغير.
أولئك فئة من البشر تحتاج لإعادة التوازن النفسي لذاتهم المزعزعة.. لينهوا العداء مع ذاتهم.. ويكونوا أكثر تصالحاً مع أنفسهم..
إن السلام الداخلي مطلباً للجميع, ولكن الكثيرين يجهلون طرق الوصول إليه.. صحيح
أن الطريق طويل, ويحتاج لجهد مضاعف ولكنه ليس بالمستحيل.
كل ما تحتاجه هو الإرادة القوية فضلاً عن ممارسة بعض الرياضات التي تساعد في التأمل
والتخلص من الانفعالات..
ولا بأس بالاستعانة بدورات متخصصة تساعد على التأمل الباطني والسيطرة على الذات
أكثر فنكون أكثر تسامحاً مع أنفسنا.. وأقل عدائية مع الغير.
a7arbi@hotmail.com