Al Jazirah NewsPaper Sunday  01/03/2009 G Issue 13303
الأحد 04 ربيع الأول 1430   العدد  13303
عن أي حقوق تبحث يا سيدي..؟
حسن اليمني

 

قال: إن العربية السعودية تأتي في مؤخرة الدول التي تحترم حقوق المرأة. قلت: إن المرأة السعودية هي الوحيدة في العالم التي لا تلزم بالاصطفاف في الطابور أو انتظار دورها مع الآخرين. قال وهو يداري ابتسامة تكاد تنفلت من بين شفتيه لتكشف بعض الصفار في أسنانه : لعلك تمزح؟ قلت: بل أبكي ومنتهى الألم في البكاء إن تبدو ضاحكاً فحالها لدينا كحال إسرائيل لديكم فهي فوق القانون وعلى صواب دائماً وكل من يذكرها بحقوق الآخرين يعتبر متجاوزاً ومعادياً للسامية.

إن الفرق ياسيدي في الرؤية بيننا وبينكم في أمريكا حول المرأة هو نفس الحال بيننا وبينكم تجاه إسرائيل فبينما تنظرون إليها كضامنة لمصالحكم وهيمنتكم في الوطن العربي ننظر لها كمدللة فوق القانون وفوق هذا تمدونها بالسلاح لتقتل ونمد لها أيدينا لنعيش معها بسلام فهل لاحظت كيف ننصف حتى في حقوقنا بينما أنتم تعتدون حتى على إنسانيتكم.

إن الفرق ياسيدي بيننا وبينكم هو ذاته الفرق بين الجسد والروح ولا تقل لي إن العدل والإنصاف والخلق السليم نتاج الجسد السليم مثلما لا تستطيع أن تقول لي إن البطش والظلم والبغي نتاج الروح السليمة ويا سيدي إن كان العقل قادراً على تحريك الجسد فإن العقل ذاته قادر على تهذيب الروح ولكن ترى من يحكم العقل ويوجهه؟ إن أعجب ما في الإنسان عقله وهو الذي يميزه بين سائر موجودات الطبيعة وبما في ذلك جمادات الأرض وأفلاك السماء والعقل ياسيدي جاهل إن لم يعلم وإن علم فظالم إن لم يعدل وينصف ولن يعدل ولن ينصف هذا العقل إن لم يصل إلى معرفة غايته وغاية وجوده، وإلا صار كقطرة الماء الساقطة إلى الأرض فتسقيها ويحيي نباتها وتثمر ثمراتها لكنها أبداً لا ترجع إلى غمامتها وقد تحولت إلى غير ذاتها فكيف يطلب منها عدل أو إنصاف وهي لم تعدل أو تنصف ذاتها.

الفرق بيننا وبينكم سيدي في النظرة للمرأة وحقوقها هو ذاته الفرق بين رضاكم وقبولكم لجور وظلم إسرائيل من أجل ضمان مصالحكم وهيمنتكم على الوطن العربي وبين رفضنا ومقاومتنا للظلم والجور لضمان سلامة الحياة وأمنها.

صراعنا يا سيدي معكم هو صراع بين الجسد والروح ولو احتكمنا إلى العقل العادل والمنصف لاكتشفنا أن الجسد بلا روح لا قيمة له وإن الروح بلا جسد لا وجود لها ولكن إذا اجتمع الجسد والروح والعقل صار بيننا الإنسان وتعلم أن الإنسان السوّي لا يظلم ولا يبخس أخيه الإنسان.. وإذن عن أي حقوق إنسان تبحث يا سيدي؟.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد