دبي - «الجزيرة»
تفاوتت ردات أفعال المطورين العقاريين والمستثمرين والمهتمين بالشأن العقاري حول أسباب ضعف الإقبال على المعارض العقارية التي أقيمت بعد النصف الثاني من العام 2008 لغاية منتصف الربع الأول من العام الحالي 2009، بعد أن تصاعدت بشكل ملحوظ وسجلت خلال السنوات الثلاث الماضية نسب نمو تجاوز بعضها حاجز 45% معززاً بإحصاءات محلية تفيد أن حجم قطاع المعارض والمؤتمرات في المنطقة يقدر بنحو 12 مليار درهم سنوياً.
وسجل مراقبون ظواهر جديدة للعارضين في التعامل مع المعارض العقارية الحديثة، مختلفة عن مظاهر العرض التي اعتاد الجمهور عليها خلال السنوات الماضية.
إلا أن هذا التغير لا ينفي كون قطاع المعارض هو صناعة قائمة بحد ذاتها يشارك في تنفيذها وتنظيمها عدد كبير من الشركات، تماما كما أنها تحقق مداخيل عالية وإيرادات مهمة.
وفي هذا الإتجاه، قال زياد بشناق، الرئيس التنفيذي لكورنر ستون العقارية: (إن فلسفة إقامة المعارض لا تقوم على الاعتماد على صفقات البيع والشراء، وإنما تقوم على أساس حصد المزيد من الشهرة التي تخدم الشركات مستقبلاً، فغرض المعارض إنما هو الإعلان عن نشاطات الشركات وتعريف الوسط بمشاريعها والخدمات التي يمكن الحصول عليها من خلالها، بالاضافة إلى المزايا التي تتمتع بها بما يمكن من جذب انظار المستثمرين وصانعي العقار للتعاون معها).
وأكد منظم معارض في هذا الاتجاه أن الشهرة لا تقل أهمية في المشاركة في المعارض عن إقامة الصفقات بل يمكن أن تكون عوضاً عنها في وقت الأزمات غير أن عدد من المهتمين والمتابعين للقطاع العقاري يرون بأن الأوضاع الاقتصادية في إمارة دبي لا تشجع على استمرار إقامة المعارض العقارية باعتبار أن البحث عن حصد الشهرة يمثل سببا ثانويا في إقامة معارض التسويق العقاري التي عرفتها الإمارة خلال السنوات الماضية.
وتشير الإحصاءات إلى أن دبي نظمت خلال عامين أكثر من 180 معرضاً نظمها مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، وقد رفعت شركات المعارض مساهمة هذا القطاع المهم في الناتج الإجمالي لعام واحد باكثر من 5.5 مليارات درهم، فيما يعمل في هذا القطاع اكثر من 30 شركة.
ومن الإمارات إلى السعودية، حيث يبلغ عدد شركات القطاع الخاص العاملة في مجال صناعة المعارض السعودي نحو 82 شركة ومؤسسة، وتمثل سوق المعارض والمؤتمرات السعودية نسبة 65 % من السوق الخليجية، وتأتي ثانياً الإمارات بنسبة 17.3 %، وفي الكويت نمت صناعة المؤتمرات والمعارض بنسبة 70% في ظل وجود الأزمة المالية بعد أن لعبت دورا مهما في التسويق حيث يرى مراقبون هناك أن المعارض أصبحت إحدى أهم وسائل التسويق المباشر حاليا وتعتمد عليها شرائح كثيرة في المجتمع لما لها من مميزات متنوعة غير موجودة في الوسائل الأخرى، والكويت الآن أصبحت تستحوذ على 60% من إجمالي المؤتمرات والمعارض العقارية التي تقام على مستوى الشرق الأوسط من حيث النوعية والحجم.