الثلاثاء القادم يشهد ظهورا احتفاليا ثقافيا لوزير الثقافة والإعلام عبد العزيز خوجة حيث افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب، في مركز المعارض الجديد على طريق الملك عبدالله. المناسبة الثقافية المهمة تتزامن مع حدث ثقافي كبير تشهده البلاد يتمثل في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة الذي يشهد حضورا عربيا وأجنبيا بارزا.
والوزير هو جزء من هرم المثقفين السعوديين أولا، شاعر وأديب له حضور لافت، والمعرض سيشكل أول مواجهة مباشرة له مع المجتمع الثقافي السعودي بهذا المستوى والتنوع.
يشار إلى ما حققه معرض الرياض للكتاب من سمعة حسنة في الدورات الماضية في ظل إتاحته لإصدرات مهمة للوصول إلى جمهور القراء والزائرين للمعرض من خلال التسامح الثقافي المطلوب - في إتاحة كتب لا يسمح بتداولها في باقي العام وتوفيرها في المكتبات العامة والتجارية.
والمرجو أن تكون ثقافة الانفتاح الثقافي التي يقدم لها المعرض متاحة كل أيام السنة لتصبح حركة النشر والتوزيع للإصدارات الثقافية حرة ومرنة وفاعلة، فالثقافة المتسامحة لا تخيف أحدا، والكلمة في حريتها الواعية، لا تلوث فكرا، ما يلوث الفكر والسلوك هي الرسائل المؤدلجة التي تجند الشباب لأعمال عنف عبر بعض الإصدارات التي يتم توزيعها مجانا كعمل خيري، ومتاحة في مواقع عامة وحتى في صالونات الحلاقة!.
الثقافة الحرة المسؤولة، لاتقود إلى العنف والكراهية، هي تقود إلى الوعي والمزيد من الانفتاح والتسامح، إلى التأمل والتفكير، والتحول إلى المساهمة الإيجابية في حاضر الإنسانية، وفهم المستقبل وأبعاده.
المعرفة والوعي والجدل الثقافي لا يقود إلى إرهاب، ولا يسهم في تجنيد شباب وطاقات ارتدت بضرباتها الموجعة في خاصرة الوطن، هددت أمنه واستقراره.
نذكر أن المعارض السابقة شهدت ظواهر مخيبة للأمل تمثلت في تجمعات لأشخاص يتجولون بقوة وسلطة منحوها لأنفسهم لحراسة الفكر والثقافة والوصاية على الكل، ومثل (القباضيات) لا يفرقون بين أستاذ جامعة أو إعلامي أومثقف أو موظف عادي أو زائر أو طفل، يفتشون في العناوين واحتمال الشبهات، ويفرضون سيطرتهم بمنع كتب سمح لها رسميا بالدخول إلى البلاد. التظاهرة الثقافية بالعاصمة يأمل أن تتيح فرصة للعائلة السعودية للدخول إلى المعرض، والبحث المشترك عن أهم العناوين التي تناسب أفراد العائلة، كما المشاركة في حضور الندوات الثقافية والقراءات النقدية، والإبداعات الشبابية، فالأب، والأم أو الزوج الزوجة هم الأقدر على اختيار ما يناسب أبناءهم، والعائلة بلا شك هي الأكثر حرصا على أعضائها من أفراد محتسبين، ومجتهدين ومتجهمين.
إن أقل حق للناس في حريتهم الشخصية قراءة ما يشاؤون وتحديد احتياجاتهم الثقافية دون وصاية قاسية ومتشددة على المجتمع والثقافة.
إلى لقاء...