ما فتئ خادم الحرمين الشريفين يعمل على تنمية الوطن وازدهاره ونشر الرخاء للمواطنين، يقود -سلمه الله- دفة الوطن لتحقيق الصدارة والريادة العالمية وامتلاك الثروة الأهم للوطن وهي ثروة الإنسان، يعمل لبنائه ويأمل في عطائه انطلاقاً من قناعة راسخة أن أمة لا تُعلِّم أبناءها
ولا تبنيهم لا يمكن لها أن تنافس على التفوق وامتلاك القدرات التنموية، حيث أصبحت المعرفة وأضحى العلم معياراً تنافسياً هاماً في قياس قوة الدول وتفوقها وبه تمتلك الصدارة والريادة.
لم يتوان خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- عن دعم مسيرة التعليم في مملكتنا، تلك المسيرة القائمة على بناء الإنسان الصالح المنتج النافع فأسس مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام بتسعة مليارات ريال، وعزز مسيرة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بمشاريع تنموية تعمل على بناء مهارات الإنتاج لدى المواطن.. كما لم يغفل -حفظه الله- التعليم العالي فكان له النصيب الأكبر إذ أسس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لتكون الجامعة البحثية الرائدة في العالم، وكذلك أسس جامعة الملك سعود للعلوم الصحية، وارتفع عدد الجامعات إلى إحدى وعشرين جامعة واعتمد لها -أيده الله- المدن الجامعية العريقة والتجهيزات العالية الدقيقة، وارتفع عدد الطلاب والطالبات في الجامعات بشكل فاق جميع التوقعات بما يحقق استيعاب الإقبال المتنامي على التعليم الجامعي.. كما أسس برنامج الابتعاث الخارجي الذي أسهم في ابتعاث أكثر من أربعين ألف طالب بميزانية قدرها عشرة مليارات ريال، ودعم البحث العلمي وخصص له ميزانيات عالية في الجامعات، ولم يُغفِل -أيده الله- أعضاء هيئة التدريس فقدَّم لهم كل ما يعزز عطاءهم وبذلهم ويوفر لهم الراحة والاستقرار ليتمكنوا من الإنتاج والبذل، وما زالت مسيرة العطاء تمنح الخير للوطن والمواطن.
وفي الأسبوع الماضي تشرفت جامعتنا -جامعة الوطن وأم الجامعات السعودية- بزيارة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لتأسيس مجموعة من المشاريع في جامعتنا بميزانية قدرها أربعة عشر ملياراً، وكرَّم خلالها المتميزين من أبنائها والداعمين لها، ومنح للجامعة شرفاً بأن يحمل أحد مشاريعها اسمه الكريم ليكون منارة هدى ومعلم خير في الجامعة ضمن منشآت وادي الرياض للتقنية.
كل هذا العطاء يؤكد أهمية الإنسان في فلسفة الحكم والإدارة لدى خادم الحرمين الشريفين باعتباره العامل الأهم في التنمية حيث لا تُبنى المشاريع إلا به ولا تتوجه إلا له، والإنسان السعودي بانتمائه لوطنه هو حجر الزاوية والركن الأساس في تنمية الوطن وبناء قدراته وهو الهدف في تحقيق الرفاهية والاستقرار.
إن دعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين لجامعة الملك سعود يحمِّلنا نحن منسوبي الجامعة مسؤولية بناء الإنسان وإعداد جيل التنمية والبناء من أبنائنا الطلاب والطالبات، وأن لا نكتفي بتعليمهم فقط بل ببناء شخصياتهم وقدراتهم وتنمية مهاراتهم ليكونوا مواطنين صالحين منتجين عاملين لتنمية الوطن وبنائه، ويجب أن لا يقتصر دورنا على التعليم فقط بل يجب أن يتجاوز ذلك إلى المشاركة الكاملة في البحث العلمي وتطوير مقدرات الوطن وثرواته، وخدمة تنميته.
ولا شك أن كل فرد في جامعة الملك سعود هو الآن محط النظر ومنبع الأمل فإلى مسيرة العطاء للوطن وفاء للأمانة التي حمَّلنا إياها رائد الوطن وقائده.
سائلاً الله تعالى للجميع التوفيق والسداد وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين لهذا الوطن العطاء.