الرقم 24 سيبقى محفوراً في ذاكرة نصف مليون معلم سعودي. فهذا الرقم يمثل عدد الحصص المطلوب من المعلم تأديته كل أسبوع. وأنا هنا أضم صوتي إلى أصوات المعلمين الذين طالبوا بتخفيض نصابهم التدريسي مع الفارق بأنني أؤكد على عدم ترك المعلمين يهدرون ما سوف يتوافر لهم من وقت - بعد إجراء تخفيض محدود في نصابهم التدريسي- في أمور لا تخدم تطوير أدائهم التدريسي .
في دول، مثل: بلجيكا والدانمرك وكوريا، لا يقضي المعلمون مع طلابهم أكثر من60% من وقت عملهم الرسمي، أما بقية يومهم الدراسي فيستثمرونه في تنفيذ أعمال تتعلق بتجويد وتحسين عملهم مثل: دراسة مقررات جامعية تدفع تكلفتها وزارة التربية، أو في مناقشة موضوعات تربوية وإجراء بحوث وتبادل الزيارات الصفية وحضور محاضرات، والإعداد للدروس والمشاركة في ورش عمل مدرسية، كل ذلك وفق برامج تدريب منضبطة تحددها وتنفذها بإتقان المدرسة.
إنه أمر محزن أن تبقى مدارسنا أماكن عمل مضنية ومرهقة ليس للطلاب فحسب، بل وللمعلمين الذين تكاد تنعدم فرص تدريبهم ونموهم المهني داخل مدارسهم.
إني أتصور بأن ملل كثير من المعلمين من عملهم سيقل لو توافر لهم في مدارسهم فرص تدريب نوعية وجادة - خصوصاً إذا صاحب ذلك تخفيض في أنصبتهم، مع إطالة يومهم الدراسي، إن تطلّب الأمر.