كتب - عمار العمار
يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة مساء اليوم الجمعة المباراة النهائية لمسابقة كأس ولي العهد للعام الرياضي 1429-1430هـ التي ستجمع الهلال بالشباب على درة الملاعب استاد الملعب فهد الدولي بالرياض في تمام الساعة الثامنة والربع.
كيف تأهل الفريقان
إلى هذه المباراة؟
جاء تأهل الفريقين لهذه المباراة مستحقاً وبجدارة بعد تقديمهما عروضاً مذهلة أكدت أحقيتهما بالتأهل إلى النهائي الكبير، وقد تكون الكفة متساوية بينهما لما يضمه كل فريق من أسماء كبيرة في عالم الكرة السعودية من دوليين ومحترفين أجانب، وهذا ما سيمنح المباراة إثارة أخرى بتوفر العناصر القادرة على إحضار المتعة، فالدرر الكروية ستتناثر في درة الملاعب لتقدم العرض الكروي المذهل كما هو متوقع، وستكون القوى متساوية.
الفريق الهلالي سيكون صاحب الدعم الأكبر جماهيرياً بحكم شعبيته الجارفة وستزحف جماهيره بلا شك للدرة لمساندته، وجاء تأهله منطقياً وبحكم الثبات الكبير في مستواه وسط تألق لعدد من لاعبيه فقابل الوطني في دور الستة عشر وتخطاه بهدفين للاشيء عن طريق ياسر القحطاني وويلهامسون ليقابل الوحدة في مكة وبهدف وحيد لابن مكة أسامة هوساوي استطاع الهلال المضي قدماً نحو الديربي الكبير في دور الأربعة أمام النصر، الذي لم يكن حظه بأحسن من سابقيه، فخرج على يد الهلال بهدف السويدي ويلهامسون.
فيما الفريق الشبابي الذي سيكون على موعد مع جماهيره التي ستحضر بكثافة لمؤازرته فتخطى أبها في دور الستة عشر بهدفي كماتشو ونايف القاضي مقابل هدف ليتأهل لملاقاة فريق الفتح ويتأهل عن طريقه بهدف أحمد عجب إلى ملاقاة الحزم في دور الأربعة وفاز عليه بثلاثة أهداف عن طريق عبده عطيف وناصر الشمراني وحسن معاذ.
المباراة من ناحية فنية
فنياً وعلى مستوى الأفراد في الفريقين نلحظ التكافؤ في كافة الخطوط وسيحضر النجوم في الفريقين بصفوف شبه مكتملة، ولن تؤثر الفوارق البسيطة في أي من الخطوط على عطاء الفريقين وسنتناول خطوط الفريقين كل على حدة:
حراسة المرمى
قد تكون حراسة المرمى في الفريقين شبه متقاربة حيث يقف على سدة الحراسة الزرقاء العملاق محمد الدعيع وهو غني عن التعريف ويمتلك المقومات الكاملة لحارس المرمى إضافة إلى الخبرة الكبيرة ويعتبر أحد نقاط قوة الفريق الهلالي بيقضته وتوجيهاته ويقابله في المرمى الشبابي وليد عبدالله وهو الحارس الدولي والمبدع ولا يقل شأناً عن الدعيع من ناحية المقومات ولكن ربما تنقصه الخبرة الكافية في مثل هذه المباريات.
الدفاع
هذا الخط ربما تكون كفته لصالح الهلال إذا ما نظرنا إلى الثبات أغلب المباريات بالنسبة للدفاع الهلالي الذي يتفوق بشكل كبير في العمق الدفاعي بقيادة أسامة هوساوي ولم يستقر رأي السيد كوزمين على بديل المرشدي الموقوف وخيرات المصاب وربما يدفع برادوي بعد نجاحه في المباراة السابقة أمام النصر أو الدفع بلاعب الخبرة فهد المفرج أو سلطان البيشي للاستفادة من راداوي في الوسط ويقابلهما في الشباب نايف القاضي وصالح صديق أما ظهيري الجنب، فالتفوق نسبياً للشباب بوجود عبدالله شهيل وحسن معاذ واللذين يمتازان بالمساندة الهجومية الفعالة، وفي الهلال نجد عبدالله الزوري الذي يجيد كافة أدواره ومحمد نامي الذي أبدع في المباراة السابقة أمام النصر.
من يكسب معركة الوسط؟
المباراة ستكون بلا شك مفتوحة وهو ما سيجعل معركة خط الوسط هي الأكثر شراسة باعتبارها المنطقة التي تمنح من يسيطر عليها مفتاح الفوز وإذا نظرنا إلى هذه المنطقة نجد أن القوة متكافئة فالحيوية تغلب على طابع الشباب والخبرة والثقة تغلب على الهلال فيما المهارة تجمعهما سوياً فالهلال يلعب بالثنائي خالد عزيز ورادوي في محور الوسط وهما الجدار الدفاعي الأول أما الهجومات الشبابية وربما يزج كوزمين بالخثران في المحور إذا ما أعاد رادوي لقلب الدفاع بينما يلعب أمامهما ويلهامسون وطارق التايب ويتميز هذان الاثنان على بالمساندة الهجومية بمهارة ويلي وسرعته وبإتقان التايب للتمرير من العمق، وعلى الطرف الشبابي فسيقود الثنائي طلال البلوشي وأحمد عطيف قوات الوسط الدفاعي، وسيلعب أمامهما كماتشو وعبده عطيف، ويتميز هذا الثنائي بالتفاهم الكبير وقدرتهما على صناعة اللعب وتجهيز الكرات للمهاجمين.
الهجوم والتخليص
كلمة المباراة بالتأكيد ستكون بأيدي المهاجمين وإذا نظرنا إلى هجوم الفريقين نجد أن الأوراق متشابهة بدرجة كبيرة وكل منهما يمتلك هدافين مميزين، لكن طريقة اللعب الهجومية في الفريقين تختلف بعض الشيء، فالهلال سيلعب بياسر القحطاني كمهاجم صريح وهو مزعج ويمتاز بكل أنواع المهارة في كرة القدم، وسيلعب خلفه سيول والذي لم يظهر بوجهه الحقيقي إلى الآن، فيما الشباب يلعب بمهاجمين هما هداف الفريق ناصر الشمراني الذي يتميز بالسرعة والمهارة، وكذلك أحمد عجب الذي يبدع في الألعاب الهوائية والتمركز الجيد.
طريقة لعب الفريقين ونقاط القوة والضعف.. وبقدم من يحسم اللقاء
طريقة لعب الفريقين لن تختلف كثيراً، بل ستكون متشابهة، وإذا ما نظرنا إلى الهلال فنجده يلعب بطريقة 4-4-2، وستكون الخطورة الهلالية متركزة في انطلاقات ويلي من الطرف الأيمن والزوري من اليسار، وكذلك ستكون الكرات البينية القصيرة في العمق أهم الأسلحة التي سيلعب بها الهلال عن طريق التايب والفريدي والشلهوب حال مشاركتهما والفريق لديه أوراق حسم مثل ياسر القحطاني وويلهامسون وطارق التايب، فيما تتركز نقاط الضعف في الفريق الهلالي في برود الكوري سيول وعدم إجادة نامي للمساندة الهجومية الفعالة، فيما الشباب سيلعب بنفس الطريقة 4-4-2 وسيعتمد بدرجة كبيرة مثل أغلب مباريات على استغلال الأطراف مع الاعتماد على الكرات العرضية، كما سيعتمد الشباب على تسديدات حسن معاذ وكماتشو الذي يعتبر أهم أوراق الحسم بجانب ناصر الشمراني وأحمد عجب وسيكون متوسط الدفاع أكبر المشاكل ونقطة الضعف الأولى بسبب عدم التفاهم وسهولة اختراق هذا الخط.
جاهزية دكة البدلاء قد تحسم المباراة
يتوفر على دكة البدلاء في كل فريق مكامن قوة إضافية وهي التي جعلتهما من الفرق الأكثر لعباً على النهائيات في السنوات الأخيرة، فالهلال يمتلك بدائل على مستوى عالٍ جداً، وقد تكون كلمة الحسم عن طريق أحدهم، فمحمد العنبر هداف خطير، وكذلك أحمد الصويلح، فيما تبقى ورقة محمد الشلهوب حاضرة في أي وقت، خصوصاً بعد عودته إلى بعض من مستواه، وفي الفريق الشبابي نجد اسم ناجي مجرشي كأحد الحلول الأولى للدخول في أي وقت، وبإمكانه حسم المباراة، حاله حال المهاجم يوسف السالم، فيما يعتبر عبدالملك الخيبري أول الحلول في خط الوسط.
الغيابات
غيابات مؤثرة بكل تأكيد عن المباراة الأهم في المسابقة وتساوت معها الكفتان، حيث سيغيب المدافع الشبابي ماجد العمري الذي قدم على سبيل الإعارة من الاتفاق لإصابته بالرباط الصليبي، كما سيغيب المدافع الهلالي ماجد المرشدي لنيله البطاقة الحمراء أمام النصر في المباراة الماضية، كما سيستمر غياب عبداللطيف الغنام وحسن خيرات المصابان، وما عدا ذلك فستكون الصفوف مكتملة.
التحضير البدني مهم والتحضير الذهني والنفسي أهم
لا يختلف اثنان على أن القراءة الفنية للمباراة ستكون سهلة بسبب توفر العناصر المميزة في الفريقين، لكن ستكون الجوانب النفسية ذات تأثير كبير على الطرفين، باعتبار أن التحضير الذهني والنفسي الجيد لهذه المباراة سيؤتي ثماره في النهائية والمحصلة النهائية ستكون متعة كروية منتظرة هذا المساء فالتحضير البدني سيكون مهماً للغاية كون المباراة ربما تمتد لأكثر من 90 دقيقة، لكن الفريق الأكثر جاهزية نفسية وفنية سيكون على موعد مع معانقة الذهب، وإذا ذهبنا إلى القول الفني فإن صاحب المبادرة بالسيطرة على منطقة المناورة ستكون كلمته هي الأقوى والأقرب لحسم اللقب.