وسط ترقب ودعوات صادقة بالنجاح والتوفيق بدأت في القاهرة لقاءات المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية؛ حيث انهمك قياديون كبار من حركتي فتح وحماس في مفاوضات، حيث وجد المراقبون الذين يتابعون هذه المفاوضات غير البعيدين عنها، أن الجولة الحالية التي تحتضنها العاصمة المصرية هي الأكثر جدية، وأن المشاركين في هذه الجولة من القادة المخولين باتخاذ القرارات العليا؛ فالسيد أحمد قريع بمثابة الشخص الثاني بعد محمود عباس في حركة فتح، كما أن الدكتور موسى أبو مرزوق يشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، وترؤس هذين القياديين وفديهما للمباحثات يؤكد أن سلسلة اللقاءات التي سبقت هذه الجلسة، والتي بذل فيها المسؤولون المصريون جهوداً كبيرة، قد حققت انفراجاً سمح بتصعيد المشاركة للقيادات الفلسطينية، وأن عملية المصالحة الفلسطينية قد نضجت، وأن الأفكار اختمرت، والوقت قد حان لتحقيق (الحلم) الذي بات كل فلسطيني وكل محب لفلسطين يتمنى تحقيقه.
ونقول (الحلم)؛ لأن كثيراً من اللقاءات والمباحثات وحتى الاتفاقيات قد عقدت، وبالذات بين حركتي فتح وحماس، إلا أن كل ذلك لم يوقف الشقاق الفلسطيني الذي وصل إلى حد الاقتتال, وهو ما جعل الفلسطينيين يحلمون بعودة الوئام إلى البيت الفلسطيني.
الحلم هو: وقف الاقتتال الفلسطيني وإعادة اللحمة إلى البيت الفلسطيني وتفعيل العمل المشترك وخاصة بين حركتي فتح وحماس اللتين هما الآن قائدتا العمل الفلسطيني. والفلسطينيون جميعاً لا يحلمون فقط بتحقيق هذا (الحلم) بل أصبحوا يطالبون وبإلحاح بسرعة تحقيق المصالحة الفلسطينية، وأنهم باتوا لا يقبلون أي تأخير، وأن تتوقف القيادات الفلسطينية عن السير خلف القوى الإقليمية والدولية وخدمة مصالح تلك القوى على حساب القضية الفلسطينية، وأن يتمسكوا بخيارهم الوطني وإبقاء قرارهم مستقلاً، والابتعاد عن التوازنات الإقليمية.. ولا يعد هذا العمل مستحيلاً أو صعب التحقيق؛ فكل ما هو مطلوب هو إخلاص النوايا وأن تتوافر الإرادة الصادقة والحقيقية التي يجب أن تتوخى المصلحة الفلسطينية. والذين يتواجدون في القاهرة الآن يمتلكون رصيداً كبيراً من العمل الوطني، وأصحاب خبرة كبيرة في فَهم المتغيرات الدولية والتحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني بالذات؛ ولهذا فإن لقاء المصالحة الفلسطينية الحالي يعد الفرصة الأخيرة لتوجيه العمل الفلسطيني إلى الطريق الصحيح؛ لتحقيق الأهداف المشروعة وإعادة الحقوق المسلوبة.