إن الحرس الوطني ومنذ تأسيسه أخذ على عاتقه المساهمة الفعالة في بناء هذا الوطن العزيز، واستمرت هذه الوتيرة الخيرة إلى أن جاء عام 1382هـ بقفزة مباركة مع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- مهام الحرس الوطني حيث انطلق به -حفظه الله- إلى عالم رحب من التنمية الشاملة المستدامة برؤيته الثاقبة والهادفة بثبات وصفاء يحيطها الإيمان بالله وصدق الهدف، فالإنجازات كثيرة ولا تعد ولكن يكفي القول: إن (المهرجان الوطني للتراث والثقافة)، هذا الحدث الذي ينظمه الحرس الوطني سنوياً قد ساهم في العمل في تأصيل تراث المملكة وإثراء الحالة الثقافية وتعميق الإبداع وأن يجذر تقاليد تواصل النهوض بالمنجز الفكري في بعده الإنساني ليبقى هذا الوطن مسايراً للركب العالمي في البناء والتطوير وبالخصوص أن الثقافة أصبحت اليوم مجالاً أساسياً لتحقيق التميز والإسهام في المخزون الإنساني وعلى الحضور الفاعل في محيط معولم.
واليوم والمهرجان الوطني للتراث والثقافة يقف على أعتاب إكماله لربع قرن منذ انطلاقته وعند التحدث عما مضى وشيء حاضر فإن الإنجازات كانت وبفضل الله أكبر من تقدير أي مراقب، فقد تمكن بفضل الله من تحقيق الكثير من الأهداف المرسومة له على الصعيد الثقافي وإسهامه في إثراء الحركة الثقافية بأطروحاته وموضوعاته التي تختارها نخبة من المثقفين. لقد تمكن المهرجان من إيجاد منصة ومنبر للحوار المسؤول المنفتح بين المثقفين في المملكة وفي العالم العربي الإسلامي والدوائر الثقافية العالمية وحقق سمعة محلية وعربية ودولية عظيمة، حيث حققت دوراته المتعاقبة عطاءات متميزة في فضاءات الفكر والثقافة والتراث وتعددت الطروحات لقضايا غاية في الأهمية والفائدة أسهمت في التواصل الحضاري الواعي والموضوعي.
إن الرؤية الثاقبة لراعي الفكر والثقافة خادم الحرمين الشريفين لإقامة المهرجان وما يرمز له من ربط الوطن بتراثه أصبحت واقعاً اليوم ومفخرة للمملكة، وامتداداً للرعاية الكريمة للثقافة والمثقفين وللتراث والباحثين عن المعرفة يحظى المهرجان باهتمام كبير من لدن خادم الحرمين الشريفين، في كلمة الحرس الوطني التي ألقاها صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في حفل افتتاح المهرجان في دورته الماضية قال سموه: إن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- كان صاحب الفكرة الصائبة والرؤية المستقبلية لإقامة هذا المهرجان الوطني ليذود عن ثقافتنا وتراثنا ويقدمها للعالم في أبهى وأجمل صورة وكان بذلك النبتة الحسنة منذ غرسها وحتى باتت شجرة مباركة متشابكة الأغصان سخية العطاء بتوفيق الله عز وجل أولاً ثم بفضل دعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين المستمرة أيده الله واهتمام سمو ولي العهد ومتابعة صاحب السمو المكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان. وأكد سموه أن المهرجان سعى لترسيخ التلاحم والتلاقي بين مناطق البلاد ومحافظاتها المختلفة لتهيئة الأجواء الصافية لأبناء هذه المناطق للتواصل والاندماج فيما بينهم من خلال العروض والفعاليات المتنوعة التي تتم على أرض الجنادرية ووجود مقرات خاصة بإمارات المناطق تقدم من خلالها العادات والتقاليد والحرف والنشاطات، لافتاً إلى أن المهرجان (زاد من تقارب وجهات النظر بين الأدباء والمفكرين عبر برنامجه الثقافي الذي مد كذلك جسوراً من ثقافات العالم شرقاً وغرباً في حوارات مستمرة أسهمت في التواصل الحضاري الواعي والموضوعي). ويؤكد صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز إلى أن الجنادرية وصلت إلى العالمية (لأنها تقدم رسالة إلى العالم فالأدباء الذين كنا ندعوهم للحضور أصبحوا الآن يطالبون بالمشاركة، وهذا دليل على أن رسالتنا وصلت لأننا نملك الشفافية كاملة في نقاشاتنا وقلوبنا مفتوحة للجميع، وهذا ما يجعل الجنادرية تحقق النجاح في كل عام). ونوه سموه بما حققه المهرجان على الصعيد الثقافي وإسهامه في إثراء الحركة الثقافية بأطروحاته وموضوعاته التي تختارها نخبة من المثقفين يشكلون تنوعاً في الاتجاهات الفكرية والثقافية والمعرفية مما أوجد للجنادرية ثقلاً ووزناً مؤثراً في المشهد الثقافي العربي.
أعود وأقول: إن المهرجان الوطني للتراث والثقافة يحتفي بثقافة الشعب السعودي وحضارته ويعد تكريسا للإمكانات للمحافظة على موروثنا الديني والثقافي، ومناسبة تاريخية وطنية في مجال الثقافة يمتزج بنشاطاتها عبق التاريخ بنتاج الحاضر المعاصر. ومن أسمى أهداف هذا المهرجان التأكيد على هويتنا العربية الإسلامية وتأصيل موروثنا الوطني بشتى جوانبه ومحاولة الإبقاء والمحافظة عليه ليبقى ماثلاً للأجيال القادمة، وكذلك (التأكيد على القيم الدينية، والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ للبطولات الإسلامية لاسترجاع العادات، والتقاليد الحميدة التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف وإيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه، وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها المملكة، وتجديد تراثنا الثقافي، والفكري الذي هو شاهد على أصالة هذه المنطقة، ووفرة عطائها، وخصوبة منبتها، وعمقها الحضاري).
الحرس الوطني
aelmoneif2009@gmail.com