مهرجان الجنادرية اسم ارتبط في التراث والثقافة، له في قلوبنا مكانة خاصة وأصبح جزءاً لا يتجزأ منا، لا سيما وهو يقدم إرثاً من الثقافة والتاريخ والفن لتعريف الآخرين بنا كشعب لديه أصالة الماضي وتقدم الحاضر الذي خلفه الآباء والأجداد ببذل الغالي والنفيس من أجل هذا الوطن. لقد عُرفت الجنادرية من الصغير قبل الكبير وتعدت سمعتها الحدود الداخلية بجواز سفر ليس له تاريخ انتهاء، تقرأه جميع الثقافات كهوية معروفة يعرفها كل من ينتمي للثقافة من الأمم الأخرى، وأصبح السعي للمشاركة من جميع المثقفين هو المطلب، فتضيف لهم الجنادرية مزيداً من النجاح والشهرة.
تعد الجنادرية من أهم المهرجانات التي تهتم بالقيم الدينية والاجتماعية وتعطي التلاحم بين الماضي والحاضر بطريقة نتقدم معها إلى الأمام بخطى واثقة مستمدة من جذور عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية الأصيلة، ولكي يستطيع الجيل الجديد التعرف على معاناة الأجداد في الظروف المعيشية التي مروا فيها وهي في الحقيقة دروس للصبر والتحمل يستفيد منها الجميع.
وفي هذا المهرجان تجد أن الجنادرية تمثل في داخلها بيتاً يحكي لنا ثقافة وعادات وتقاليد كل منطقة على مستوى المملكة، ومن خلالها تختلط الثقافات في تلاحم مميز يعطي الجميع إحساساً بالمواطنة والمحبة كإخوة في مسار واحد. ومن المميزات لهذا المهرجان أنه يحوي في طياته نشاطات كثيرة توسع من دائرة الفكر الثقافي، والتي تشمل النشاط الديني (مسابقة القرآن الكريم) والنشاط الثقافي (معرض الكتاب، الفنون التشكيلية، الندوات والمحاضرات، النشاط المسرحي) والنشاط التراثي (الشعر الشعبي، الحرف اليدوية، الفعاليات التراثية)، ولا ننسى الاهتمام بالمرأة فقد خصص أيام لها بخصوصية تستطيع من خلالها ممارسة جميع الأنشطة بكل أريحية سواء من الجانب الثقافي، التراثي، الإعلامي وغيره من الأنشطة الأخرى. وهناك المشاركات سواء الحكومية أو القطاع الخاص التي تعطي فرصة في التعرف عليها وعلى أنشطتها.
والجميع يقفون مبهورين من سحر هذا المهرجان الذي يأسر القلوب بالتلاحم الذي يجمع بين الفخر بما صنع الأجداد من تراث وبين الوفاء المنقطع النظير من قبل الجيل الجديد. ولا ننسى المسؤولين وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية، الرجل الذي يعطي ويبذل من جهده ووقته واهتمامه بالمتابعة والتوجيه لضمان نجاح هذا المهرجان الذي أصبح كهوية تراثية وطنية للمملكة العربية السعودية، ولا أقول للأمير متعب إلا (هذا الشبل من ذاك الأسد) الأسد الذي بفضل الله ثم بفضل توجيهاته يكون لنا في النجاحات والتميز نصيب، حفظهم الله للأمة العربية والإسلامية.
E-mail: sshamar@hotmail.com