Al Jazirah NewsPaper Friday  27/02/2009 G Issue 13301
الجمعة 02 ربيع الأول 1430   العدد  13301
لا نعزي أنفسنا بل نعزي التعليم الذي سيفتقدك
منيرة المهوس

 

حين يستمد القلم مدده من قناة الزمن، تدق على نافذة الذكريات تلك الأيام التي أصبحت في الطريق إلى النسيان.. وحين نتذكر العطاء الذي قدمه أناس لا تزال بصماتهم الأولى ذات أثر في حياتنا مهما تقدم أو ارتقى.

وحين يتوقف الإنسان لتقييم مسيرة حياته وما قطعه من مراحل أو بلغه من مواقع فإن بوصلة الذهن تتجه دائما نحو المعلمات اللاتي غرسن في النفس ما أنتج أطيب الثمرات ووضعن اللبنات الأولى على مدارج العمر لتكون للحياة قيمة وللعطاء معنى.

لن ننسى من أرشدونا إلى الطريق السليم، طريق الحق والصواب، من رعونا كشجيرات سقوها بماء العين، وكانوا الدافع الأساسي والمشجع الأول لنا كي نكمل مشوار الحياة في الحقل التعليمي..

حاولت كتمان مشاعري.. لكن لم أستطع.. أبت تلك المشاعر إلا أن تخرج.. مشاعري سوف أنثرها بين يديك.. فعذرا إن قصرت.. فمن هذا المنبر أقدم أعذب وأرق آيات الشكر والتقدير مطبوعة بقبلات المحبة الصادقة والتقدير إلى من تميزت بتعاملها.. إلى من كانت قدوة ونورا أضاء هذا الصرح.

احترت كيف أهدي إليك حدائق المعروف.. وأنت من زرعها.. فكم بذرت فيها أجمل البذور.. ورعيتها حق الرعاية.. وها أنت اليوم تقطفين منها أينع الثمر وأطيبه بنفس طيبة ملؤها الحب والأمل والتفاؤل.. نهر من الوفاء ومنبع العطاء ورمز الأخوة الصادقة.. ولكن حينما يخون الحرف الكلمة، وتخون الكلمة العبارة..

وحينما يصبح السفر هو الاستقرار.. والوداع هو البداية.. وحينما يصبح الفراق حقيقة.

تحين ساعة الوداع.. لمديرتي الفاضلة لولوة بنت عبدالرحمن الخرب - حفظها الله - من الصعب أن نعبر لكي عن مشاعرنا لحظة وداعك.. كم هو مؤلم أن تودع نفسك..

عزاؤنا بفراقك أن الذكرى بيننا نعم ستفترق أجسادنا، ولكن يبقى نبض القلب الواحد.. والأحاسيس الدافئة.. وبقايا سطور قديمة.. إذا انشغلت الناس وتاهت في خضم الحياة وغاصت بمستنقعها، فستبقى ذكراك في قلوبنا قبل عقولنا، ولا نجد كلمة في معجم اللغات ولا في سطور الكتب تستحق شرف الارتقاء لشكرك، فلك مني ومن كل الزميلات ومن بناتك الطالبات أسمى آيات الحب والامتنان، فأنت النبع الذي يرتوي منه كل ظمآن يريد الارتواء.

وكيلة الابتدائية31بعنيزة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد