دأب خادم الحرمين الشريفين الملك المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز على السعي منذ توليه مقاليد الحكم في المملكة للتطوير الشكلي والمضموني للأداء في أجهزة الدولة الحكومية خصوصاً المعنية منها بمصالح المواطنين، وقد كان للتغيرات الأخيرة رسالة واضحة في هذا الشأن بدءاً بالتغييرات الجذرية في وزارة التربية والتعليم حيث إنها الجهة الحكومية الأكثر التصاقا وتعاملاً مع أكبر شريحة في المجتمع أعني الطلاب ومدرسيهم، ثم يأتي تبعاً أهلوهم وبالتالي فهذا التغيير في هذه الوزارة الرائدة يعني تلمس احتياج المجتمع بأسرة لما سينعكس عليه من تطلعات للنهوض بهذا المرفق الحيوي المحتضن لفلذات الأكباد من البنين الذين هم زينة الحياة الدنيا وقد استأمن المجتمع هذا الجهاز الحساس على بنيهم وبناتهم لتربيتهم وتعليمهم وبالتالي صياغتهم وتشكيلهم عبر المناهج العلمية المتخصصة سواء ما كان منها في جانب الدين أو في جوانب العلوم المختلفة التي تلبي طموحات الناس وميولهم ورغباتهم ومواهبهم ويطول الحديث عن أهمية هذه الوزارة من جميع الجوانب لكن حسبك بمن أوكل إليهم هذا الأمر ونالوا ثقة الملك الأب لهذه المهمة الإنسانية الوطنية العظيمة.
وكذا شمل التغيير وزارة ذات مساس حيوي بفكر المجتمع وتوجهه تلك هي وزارة الثقافة والإعلام التي يتطلع المجتمع أن تحقق برامجها وخططها الاستراتيجية تطلعاته لجذب الناشئة على مستوى وسائل الإعلام المرئية لتوجيههم والتأثير الإيجابي عليهم بقوة تنافس مثيلاتها في التخصص والنهوض بوسائل الإعلام الأخرى بشكل يعكس ما وصل إليه المجتمع السعودي كما وكيفا في شأن الثقافة والإعلام.
كما شمل التغيير وزارة العدل امتداداً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين في شأن تطوير جهاز القضاء ودعمه حفظه الله لهذا الجهاز بشكل غير مسبوق ليلبي تطلعات المليك المفدى لنقلة نوعية لأداء هذا الجهاز الحساس وقد لمس المواطنون هذا التأثير الإيجابي على الأداء مما يعكس هذا التغيير إلى طلب المزيد من التميز والفاعلية والإنجاز.
كما شمل التغيير وزارة الصحة التي تمثل هاجسا قوياً للمواطنين لما لهذا الجهاز من أهمية تتعلق بمصلحة المواطن بكافة شرائحه وفي ظل الدعم الغير محدود لهذا الجهاز ليلبي احتياجات المجتمع بشكل مجاني كمنحة من الدولة لمواطنيها تلمسا لاحتياجاتهم وتخفيفا من معاناتهم.
كما إن إعادة تشكيل هيئة كبار العلماء لتشمل تنوع المذاهب السنية يعكس النظرة الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين بضرورة تفعيل الرأي والرأي الآخر في مسائل الفتوى توسيعا على الناس بما يوافق الشريعة السمحة من آراء فقهية في شتى نواحي الحياة.
كما أن ضخ دماء جديدة في مجلس الشورى يعكس تطلع خادم الحرمين لبناء هذا المجلس بشكل تتنوع فيه المواهب والقدرات العقلية والفكرية ليسدي مشورته بآفاق نيرة وتطلعات طموحة تلبي تطلعات المجتمع للنهوض بكاف شؤونه بما يحقق الرفاهية والتميز بين شعوب العالم.