Al Jazirah NewsPaper Friday  27/02/2009 G Issue 13301
الجمعة 02 ربيع الأول 1430   العدد  13301
لما هو آت
الخيط الرهيف.. الحد الصادق..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

خيط رهيف كنت أنبه إلى وجوده صغاري بين الظلمة والنور، وبين الحق والباطل، وبين الطيبة والغباء، وبين الجد والهزل،.. هذا الخيط حين يتجاوزه المرء تختلط عنده القدرة على الخلوص من الامتزاج بالحد الفاصل.., ومن ضمن هذه الحدود الرهيفة جداً ما يكون عليه الإنسان حين يتصرف بسجيته التي غالباً ما تمثل فطرته، قبل أن تلونها المواقف الفارضة عليه تبديل هذه السجية.., يذكرنا بهذا الخيط مسارنا اليومي في دروب الحياة حين يكون علينا أن نحتك فيها بالناس.., وكثيراً ما كانت جداتنا يقلن لنا بحكمتهن التي حين نواجه مواقف مختلفة في الحياة نجدها نبراساً يبرق أمامنا كأنها إشارات المرور تتلون بحسب الضابط، فإما العبور وإما الانتظار وإما الحذر فتغيير الاتجاه.., ولعلني وأنا أتحدث مع العزيزة نورة الفايز في آخر مهاتفة بيننا جئنا على ما ذكرني بالكتابة عن هذا الخيط الفاصل بين وبين، بين باب باطنه فيه ما يرضي البشر، وخارجه ما يثير نقدهم ويوقد حفائظهم، فالعزيزة نورة من الشخصيات التي نعرفها قريبة من الجميع متيحة هاتفها للصديقة مثل صاحبة الاستفسار أو الرأي من واقع عملها السابق مديرة للفرع النسوي لمعهد الإدارة، وبمثل ذلك ظل هاتفها مشرع الاستقبال لأي مهاتفة بمثل ما هو متصل بالرنين لأي مستدع لإصغائها، لكنها على غير عادة وجدت من يقتحم على هاتفها الخيط الفاصل بين الوقت والوقت, وبين الممكن من الوقت وغير الممكن منه، وبين ما في طاقة الاحتمال في الجهد, وعدمها، وتحديداً ممن يتسابقون على سبق صحفي في تصريح أو أولوية خبر،.. بينما هناك قنوات أخرى للحصول على التصاريح والأخبار ونقاش شؤون العمل، فكما أن المرء فوق مقعد العمل وفي ساعاته المحددة ملك لعمله، فإنه يتجرد من كل شيء ليكون ملكاً لبيته وأسرته الصغيرة بل راحته حين حق شخصي.

تذكرت ذات خيط رهيف اختلط على كثيرات حين كنت في عمادة مركز الطالبات في الجامعة وهن يحسبن أن التواضع ضعة وأن الطيبة غباء، وأن إدارة الناس بالحسنى تفريط.. لكن، متى ومن الذين يمكنهم رؤية الخيوط الفاصلة بيقينية الوعي؟.

لاشك بأنهم العميقون في النظر، البعيدون في التفكير، الحاملون لمُثُل القيم ونورانية الجنان..

هي مناسبة لأن أدعو بعمق للعزيزة نورة الفايز بأن يوفقها الله في مهمتها الأولى، وتحقق فيها ما حققته من نجاحات في أعمالها الأخرى، وأن يهبها مع الصبر نوراً تنفذ منه لمواضع الجروح في جسد التعليم لتبلسمها كما يتطلع منها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد