Al Jazirah NewsPaper Friday  27/02/2009 G Issue 13301
الجمعة 02 ربيع الأول 1430   العدد  13301
التفكير خارج الصندوق
الإبداع.. والحياة من جديد!

 

الإبداع طاقة طبيعية في الإنسان صاحب الموهبة في الغالب والذي يمتلك - بفضل الله ? قدرات ومهارات أو ميول نحو شيء معين أو عمل معين، يجد نفسه تدفعه دفعا نحوه، وفي الغالب لا يدري المبدع لماذا هذا القلق داخله؟!، ولا أن لديه موهبة؟!، وقد يستغرب عندما يجد نفسه تنساق لبعض الأعمال دون غيرها، وربما لا يكتشف الشخص موهبته بنفسه وإنما تكتشف له؟!، إما من أحد المقربين نحوه أو معلمه أو لجان خاصة في الجامعة التي يدرس فيها أو خارجها أو من خلال الاختبارات الشخصية، أو استمارات خاصة، كما أنه قد يمتلك عدد من المواهب والقدرات، تجعله مختلفا تماما عن قرنائه، ممن هم في مثل في الصف مثلا.

كما يعرف الإبداع بأنه كل تجديد وابتكار هادف ونافع، وهو ما تحتاجه المجتمعات اليوم بكل ما فيها من أفراد ومؤسسات لتحقيق تقدمها ورقيها المرجو في كل مجالاتها من صناعة وتجارة وتعليم، بل وفي شؤونها الدينية أيضاً، فمثلاً ما حدث من تطوير لجسر الجمرات وما نتج عنه بفضل الله من نجاح عمليات رمي الجمرات، وسلامة الحجاج من التدافع، وغير ذلك من الأفكار الإبداعية والاختراعات الناجعة، التي ترقى بالمجتمع وتقلل السلبيات، إذا نحن متفقين وبحاجة للإبداع في كل شيء وفي أي مكان، وهو نعمة من الله جل وعلا تستحق الشكر إن استغل بشكل سليم وانتبه كل منا لنفسه، ومن هم حوله، أو تحت رعايته ووظف موهبته المناسبة والعمل المناسب.

ولكن ليس بالضرورة أن يكون الإبداع مبتكراً أو جديداً تماماً، ولكن قد يقتبس المبدع من أفكار غيره ويأخذ منها ما يفيده ثم يجدد فيها ويطورها ويضيف عليها شيئاً جديداً يميز إبداعه مع الحرص على الأمانة العلمية والإبداعية بنسب كل اختراع أو اقتباس لمرجعه.

وهنا يا صاحب الموهبة...! ويا صحبة الموهبة...! أذكركما بعض الأمور التي إن اتبعناها ستحقق -بإذن الله- الإبداع الذي نتمناه في الدراسة والعمل وفي محيط الأسرة وفي شتى شؤون الحياة ثم كوني ذات همة، قال ابن الجوزي: (من علامة كمال العقل علو الهمة) فلا تحاصرك الضغوط والهموم وتحبطك المواقف السلبية من بعض الناس -منهم من لم يفهمك- فالتمسا لهما العذر ولا تقعدا محلكما دون أدنى تقدم يأسر كما الماضي، بل ركزا في الحاضر ولا تؤجلا عمل اليوم إلى الغد، ثم نفذا الآتي:

1- التخطيط: وهو مهم؛ فهو أولى خطوات الناجحين، فخذْ ورقة ودوّن ميولك وحدّد رغباتك وما تطمع في الوصول إليه، شرط أن تكون صادقاً مع نفسك، متيقناً من إمكاناتك وقدراتك، ومبتدئاً بالأولويات.

2- التركيز: حدّد الهدف والمدة الزمنية المناسبة لإنجازه.

3- ارسم خطاك من أول خطوة إلى ما تأمل الوصول إليه.

4- اطلع وثقّف نفسك ولا تتّكل على الآخرين.

5- كن جزءاً من مجتمعك ولا تنفصل عنه أبداً.

6- الاعتراف بالخطأ جميل، وإعلانه من شيم العقلاء ودليل على الثقة بالنفس، والأجمل أن يستفاد منه، وأن يكون درساً وعبرة.

7- وزِّع المهام؛ فقد تحتاج لمن يساعدك: زملائك، زوجتك، أبنائك، وغيرهم.. وبذلك يخف الحمل عنك، وفي نفس الوقت تدعم شخصية من معك وتزيد من مهاراته وثقته بنفسه.

8- توقع واحصر الصعاب التي يمكن أن تواجهها في المستقبل واستعدّ لها.

9- توكّل على الله وابدأ طريقك بالاستخارة، وعندما تدعو الحاجة استشر وتعلّم من خبراتك وخبرات المتخصصين في مجالك، ولا تتعجل النجاح، وبخاصة إذا كنت في بداية الطريق؛ فأول الخطى أصعبها.

وأخيراً ليس الإبداع للموهوبين فقط، ولكن كلنا موهوبون متى ما عملنا بجدّ وأمانة لتحيق هدف سامٍ في هذه الحياة، ولنا في هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة؛ حيث قال: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، فكل مَن هو ناجح في عمله متقن له يستحق أن يكون مبدعاً إذا اتخذ

الإبداع طريقاً له.

هياء الدكان


Haya.d.2007@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد