في دراسة خطيرة لمجموعة من العلماء تتبعوا من خلالها مجموعة من الزيجات وراقبوا من خلالها الطريقة التي يتصرف بها الزوجان أثناء الخصومات وتنبئوا بالعلاقات التي ستنتهي بالطلاق بعد ثلاث سنوات, وقد بلغت مستوى من الدقة وصل إلى أكثر من 90% وقد وجدوا أربع علامات أساسية في تلك العلاقات التي انتهت بالطلاق وهي:
1- الهجوم الشخصي (الفاعل لا الفعل):
تأخر عليها زوجها في إحدى المناسبات فهجمت عليه هجوما ضاريا ووصفت بالمهمل واللامبالي.
وذات يوم نسيت زوجته ترتيب غرفة النوم فأرسل عليها سهاما قاتلة حين وصفها بعدم النظافة وسوء التربية!
في كلا الحالتين قام الطرف الثاني برد الصاع صاعين وقابل الشتم والإهانة بمثلها وهو أمر متوقع, والقاسم المشترك بين ردتي الفعل العنيفة في المثالين هي طريقة الانتقاد الخاطئة حيث توجهت للهوية وهذا خطا فادح وكان من المفترض في مثل تلك المواقف هو نقد السلوك لا الشخص, فالهجوم على هوية الآخرين يعني وضعهم في مربع الدفاع وعندها لن يتورعوا عن الرد القاسي انطلاقا من قاعدة خير وسيلة للدفاع هي الهجوم.
وكان حريا بالزوج في المشهد السابق أن يقول: إن ترك الغرفة دون تنظيف أمر يزعجني, ولو قالت له: إن تأخرك أقلقتني عليك وأربك تفكيري ومعه ستصل رسالة متحضرة للطرف الآخر بنوعية التقصير الحاصل دون استفزاز أو تحقير..
2- المشاعر المتجمدة:
تعاني نوف من توتر دائم في علاقتها مع احمد وبعدما خيم اليأس والإحباط على العلاقة وترسخ انه لا سبيل للحوار ا أصبحا كزميلي عمل أو نزيلي فندق يسيران الأمور بكل رسمية ورتابة فأضحت حياتهم (أكل- نوم- شرب- حديث مقتضب عن الأولاد) أما الإحساس بالشريك ودعمه فمفقود تماما!إن تجمد المشاعر نذير خطر معنوي ويبقى الطلاق بعده هو المخرج الأمثل والنهاية المناسبة لهذه الحال, فالحياة بلا مشاعر يزهد فيها والعيش في أجواء قاحلة من المشاعر لا يؤسف على هجرها فهي حياة مملة رتيبة حيث الأجساد فقط هي الحاضرة في غياب كامل للأرواح!
3- دفاع بلا أسلحة:
عاتبت أمل زوجها بقولها (زماااان ما خرجنا مع بعض) رد عليها بعنف: (وأنا جالس العب ما تشوفين وش قاعد أسوي.. جالس اشتغل لكم). لربما كان تبريره منطقيا مقبولا عقليا ولكن في الحياة الزوجية من الأفضل تغييب المنطق أحيانا والحرص على تفهم المشاعر ومراعاة العواطف فالعقلاء الواثقون من أنفسهم لا تجدهم يجنحون للدفاع حال انتقادهم بل يسمعون وحال انتهى الناقد بإمكانهم التبرير حال استدعى الموقف أو الاعتراف إذا كان الكلام صحيحا ومع تكرار هذه المشاهد سيكون الطلاق هو النهاية المتوقعة.
4- الانسحاب السلبي:
وفي يلتزم أحد الزوجين الصمت التام أثناء الخلافات ومع الأيام يتراكم الألم ويتضاعف القهر بسبب عدم التنفيس والإزاحة الإيجابية والتعبير عن المشاعر بهدوء وحكمة وسيأتي يوم وتتفجر فيه تلك المشاعر كالبراكين مؤدية للطلاق ولا شك.
ومضة قلم
القلب المليء بالحب... يظل شابا للأبد
* * *
khalids225@hotmail.com