الباحة - خاص بـ«الجزيرة»:
أهاب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الباحة الشيخ محمد بن عبد الله بن محمد غنام بأولياء الأمور بتسجيل أبنائهم وبناتهم في حلق تحفيظ القرآن الكريم التابعة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم للنيل من الخيرية التي وعد الله تعالى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، قال عليه السلام: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
وأوضح الشيخ غنام في حديث ل (الجزيرة) أننا في هذا العصر بحاجة ماسة إلى شباب وشابات يعيشون مع القرآن الكريم تلاوة وتدبراً وفهماً وعملاً، فالقرآن الكريم يوقظ الهمم العالية، ويحرك المشاعر الحية، ويخاطب العقول السليمة ويربط العبد بربه وخالقه ويهديه للطريق القويم، ويزيل همومه وغمومه، ويشرح الصدر ويجلي الهمّ. والقرآن الكريم يرسخ الإيمان، ويقوي التوكل والاعتصام إلى غير ذلك من المعاني التي كانت خلق الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه.
وقال رئيس جمعية تحفيظ القرآن في منطقة الباحة إن الجمعية تشرف على تسع جمعيات فرعية في جميع محافظات ومراكز المنطقة، ينتظم في هذه الجمعية 14077 طالباً وطالبة يتعلمون في 701 حلق ودار نسائية ختم منهم القرآن الكريم العام المنصرم 141 طالباً وطالبة، يقوم على التعليم في جميع الحلق والدور النسائية 551 مدرساً ومدرسة، ويقوم بالإشراف والتوجيه والمتابعة لهذه الحلق والدور 150 مشرفاً ومشرفة.
وأشار رئيس تحفيظ الباحة إلى أن مشروع الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الذي تحتضنه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والإرشاد تحت رعاية أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق في هذه البلاد المباركة لشرف عظيم لهذه الدولة التي قامت على تحكيم كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم. وإن الجمعية الخيرية للتحفيظ بالباحة وفروعها لتعمل جاهدة على تحقيق تربية طلابها وطالباتها على أخلاق القرآن الكريم، والوقوف عند أحكامه، وهي تبذل في ذلك وسائل عدة لذلك، من أهمها الاجتماع الشهري بمعلمي القرآن الكريم وتوجيههم إلى الوسائل والأساليب التي تحقق هذا الهدف، ومنها عامل القدوة الحسنة من قبل المدرسين، والتواصل مع المدارس الحكومية، واختيار المشرفين من أفضل الكفاءات السعودية التزاماً بأخلاق القرآن الكريم وحرصاً على التوجه السديد والعناية بتوجيه الطلاب في الحلق بالمساجد، والتواصل مع أئمة المساجد لذات الفرص، والتواصل مع أولياء أمور الطلاب من خلال التقارير الشهرية ومتابعة الاتصال بهم في حالة التأخر والغياب، ومكافأة الطلاب الأفضل تخلقاً بأخلاق القرآن الكريم والتزاماً بآدابه ومحافظة على حضور الصلاة جماعة.
وحول إدخال التقنيات الحديثة المتطورة في عمل الجمعية، قال: إن التقنيات الحديثة أصبحت ضرورة في كل مناحي الحياة وجمعيات تحفيظ القرآن بالمملكة تدخل ضمن منظومة مؤسسات المجتمع التي تستخدم هذه التقنيات إلا أن تعليم القرآن الكريم وتعلمه لابد فيها من التلقين المباشر، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلقاه عن جبريل عليه السلام وأخذه عنه - صلى الله عليه وسلم - أصحابه مشافهة، وهكذا ظل على مر العصور إلى وقتنا الحاضر وهذه هي الوسيلة الأجدى التي لا يمكن أن يتم تعلم القرآن متقناً مجوداً مرتلاً إلا بها، لكن هناك مجالات وقنوات أخرى لابد من دخول هذه التقنية فيها سواء المقارئ الإلكترونية، أو المواقع على الإنترنت، أو الأعمال الكتابية والمالية والإعلامية، وهو ما تهتم به جمعيات منطقتنا والذي لمسنا فائدته الكبيرة، أما عن الوسائل الترغيبية والتحفيزية، فإن المسابقات المستمرة سواء على مستوى الحلقة في المسجد، أو القطاع، أو الجمعية، أو المنطقة، والمكافأة المعنوية والمادية نلمس لها أثرها البالغ، ومن ذلك تتبع الصفوة القادرة على الرغبة الأكبر في التلقي والإتقان وإعداده إعداداً خاصاً في حلق (المتميزين) تؤمن لهم من خلالها وسائل النقل ويهيأون لإمامة المساجد ومساعدة المعلمين في الحلق.
ونبه رئيس جمعية تحفيظ الباحة إلى أن الموارد المالية للجمعية بدأت في الأعوام الأخيرة في التراجع كثيراً وتوجه بعض الجهات الخيرية الداعمة إلى الدعم المالي المحدود في حين لو أن هذه الجهات وقد أفاض الله عليها خيراً كثيراً تبنت مشروعات الصدقة الجارية، وكذا أصحاب الصدقات من غيرهم لكان هذا أجدى وأنفع على المستقبل البعيد واضمن لحفظ الأصول علماً بأنها تسجل في وزارة الشؤون الإسلامية من خلال استمارة حصر سنوي للمشروعات الاستثمارية، ولا ننس جهود الدولة - وفقها الله - في الدعم المادي والمعنوي لكننا نأمل العناية بالجهات ذات الموارد المحدودة والبعيدة عن مراكز المال التجارية، حيث تعاني بعض الجمعيات في أطراف المملكة من عجز ميزانيتها، وعدم قدرتها على إقامة مشروعات استثمارية وأوقاف، ونحن نعلم أن التاريخ والحضارة الإسلامية تتحدث إلينا كثيراً عن دور الوقف في خدمة القرآن والسنة.
وعن المسابقات القرآنية، حمد الشيخ محمد غنام الله الذي لا إله إلا هو أن وفق ولاة أمر هذه البلاد المباركة إلى العناية بكتاب الله - جل وعلا - والاحتكام إليه وتعليمه، ونشره بين المسلمين في داخل المملكة وخارجها، التي يدعمها ويمولها ولاة الأمر في المملكة دليل قاطع على اهتمام هذه الدولة المباركة بنشر القرآن الكريم وهذا الذكر الحكيم بين المسلمين عموماً في جميع أنحاء المعمورة مما يعيد الأمة لكتاب ربها ويجمع قلوبها على محبته والاعتصام به، وهذه لفتات عظيمة تذكر لولاة أمورنا وتشكر. فجزاهم الله خير الجزاء، منوهاً - في ذات الوقت - بأثر (المجمع العظيم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف)، حيث وصل بفضل الله - جل وعلا - إلى المسلمين في أصقاع الأرض محفوظاً من التحريف والتغيير.