إن مما نفاخر به أن مجتمعنا السعودي مجتمع شاب ولا شك أن قوة الأمم بشعوبها وتبرز قيمة الشباب إذا نشأ تنشئة صالحة وخطط لنجاحه ولكن المصيبة كل المصيبة إذا كان المجتمع يصنع بنفسه سبب التخلف والضعف، وإنني سوف أتطرق إلى مرض ينخر في جسد مجتمعنا هو أشبه بهشاشة العظام ذلك المرض الصامت الذي يصيب الأجسام ويقعدها عن السير بعد أن يعطب الهيكل العظمي وهذا المرض الذي انتشر وبه تنحر الأوقات وتدمر العقول وتضاع الأمانات إنه الإدمان على الجلوس في الاستراحات والتي أصبحت لا تخص الشباب فقط بل شملت الآباء.
لقد بدأت فكرة الاستراحات في بدايتها لإقامة الحفلات واجتماع الأسر ثم تطور الأمر إلى أن أصبحت الاستراحة جزءاً من حياة كل شاب إلا ما ندر وبدون استثناء ولا فرق بين الطالب والموظف إلى أن سرى الداء للنساء هذه الأيام ولكن على استحياء.
ولنا هنا وقفة مع البرنامج الزمني الذي نرى البعض يطبقه في هذه المجامع والتي تشمل:
1) متابعة القنوات الفضائية بكل حرية.
2) شرب المعسل بعيداً عن إحراج الآباء والأبناء.
3) لعب البلوت ونحوه.
4) اللعب بالألعاب الإلكترونية كألعاب البلايستيشن ونحوها.
5) الإسراف في متابعة المباريات والتحليلات الرياضية.
6) لعب الكرة وبالذات كرة الطائرة.
وغير خاف أن هذه الأعمال هي جملة ما تقضى بها أوقات تلك الاستراحات وقد تكون هناك أعمال محرمة كصنع وشرب المسكرات وتعاطي المخدرات والغناء والخناء لدى البعض، وتلك الأعمال مع تحفظنا على حكمها الشرعي إلا أن فيها المباح والمحرم ولكن يظل حتى الإسراف بالمباح قد يصبح محرماً إذا أدى إلى ضياع واجب فلو أطال القيام في الليل مصلياً وكان سبب في تركه صلاة الفجر لوجب عليه تركه وكذلك لو أدى قيام الليل إلى النوم عن الدوام وضياع العمل أو الأسرة لوجب تركه فلا تقدم سنة على واجب.
وهذا جانب من المشكلة وسوف نتطرق في مقال قادم عن آثار هذا المرض وسبل العلاج منه.
رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالدوادمي
mash3181@gmail.com