Al Jazirah NewsPaper Friday  27/02/2009 G Issue 13301
الجمعة 02 ربيع الأول 1430   العدد  13301
نبض المداد
إلى المفتي والوزير
أحمد بن محمد الجردان

 

قال سبحانه {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}، قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية يبين تعالى حال المفترين عليه وفضيحتهم في الدار الآخرة على رؤوس الخلائق من الملائكة والرسل والأنبياء وسائر البشر والجان، كما روى الإمام أحمد بن صفوان بن محرز قال: كنت آخذاً بيد ابن عمر إذ عرض له رجل قال كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى يوم القيامة، قال سمعته يقول: إن الله عز وجل يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره من الناس ويقرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم ثم يعطى كتاب حسناته، وأما الكفار والمنافقون فيقول {وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}.

صور الكذب على الله جل وعلا كثيرة ومنها أن يأتي من يلوي أعناق الآيات والأحاديث ليحلل ما حرم الله أو يحرم ما أحل الله وذلك لحاجة في نفسه!! ويأتي هذا الكذب على الله إما بتحليل الحرام أو بتحريم الحلال عبر مقال أو عبر لقاء مباشر أو مذاع أو متلفز وهذا ملاحظ وخصوصا أننا في زمن لا احترام ولا حرمة لتخصص الفتوى فكل من هب ودب يفتي فيما قال الله تعالى وفيما قال رسوله صلى الله عليه وسلم وشعارهم (أفتي ولا حرج) في وقت يبدون فيه كل الاحترام وكل التقدير للتخصصات الأخرى من هندسة وطب واقتصاد ورياضة بل وفن وغيرها من التخصصات الدنيوية حيث تجدهم يبدون من النزاهة والحذر الشيء الكثير عندما يدعون إلى الحديث عن التخصصات الهندسية والطبية والاقتصادية ونحوها من التخصصات الدنيوية وهؤلاء الذين يفتون من حيث يعلمون أو لا يعلمون عبر مقالاتهم ومجالسهم هم في الحقيقة ليسو بأهل للفتوى ناهيك أنهم يفتون في عظائم الأمور التي لو سئل عنها كبار العلماء في زماننا لاجتمعوا لها!!.

لا يختلف اثنان على ضرر ترك هؤلاء يفتون فيما ليس من اختصاصهم فذلك خطأ كبير ضرره ظاهر وبيّن لا يمكن تجاهله لذا الدور المطلوب هو تحرك الجهات المعنية وخصوصا رئاسة البحوث العلمية والإفتاء وكذلك وزارة الثقافة والإعلام بحكم اختصاص الأولى بالفتوى والثانية بالإعلام لوقف هذا الخوض المرفوض من قبل البعض فيما يخص إصدار الفتاوى والأحكام الشرعية وذلك حفاظا على الفتوى ومكانتها، فالمفتي كما هو معلوم موقع عن رب العالمين إضافة إلى أن السكوت على التجاوزات له كما أسلفت أضرار واضحة وبينة لها أثرها السلبي على الجميع.

لاشك هذا مطلب هام وضروري أرفعه إلى سماحة عام مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وإلى معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ عبدالعزيز خوجة الذي أتقدم إليه بالتهنئة لنيله الثقة الكريمة بتعيينه وزيرا للثقافة والإعلام سائلاً الله لمعاليه التوفيق لما يحبه الله ويرضاه.



amaljardan@gmal.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد