Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/02/2009 G Issue 13300
الخميس 01 ربيع الأول 1430   العدد  13300
نائبة الوزير ومستقبل الدور القيادي للمرأة
نورة بنت سليمان الخويطر

 

أتى القرار بتعيين أ. نورة الفايز نائباً لوزير التربية والتعليم ليعبر عن ثقة حكومتنا الرشيدة ليس فقط في جاهزية المرأة السعودية لاعتلاء منصب قيادي بل بحثاً عن إبداع تتميز فيه ويتجلى في سيرتها المهنية. وإن كان لهذا القرار صدى متباين من الجنسين في المجتمع السعودي إلا أنه يأتي كعارض سيمُطر مستقبل المرأة القائدة في المملكة بالفرص وذلك في مجالات مختلفة ليست قاصرة على التربية والتعليم، على أننا لا يمكن أن نعتبره الأول حيث شغلت العديد من القياديات مراكز رائدة في قطاعات مختلفة أثبتت فيه نجاحها مع حفاظها على هويتها الإسلامية وبموازنة فاعلة مع التزاماتها الأسرية والاجتماعية.

ولعله حان الوقت لطرح نظرة التمييز بين المرأة والرجل في القدرة على اتخاذ وصنع - ناهيك عن - تنفيذ القرارات بمستوى عال من الجودة التي كانت لصالح الرجل وضد المرأة في الغالب، معتمدة على أن المهارات القيادية إجمالاً فطرية سائدة لدى أكثرية الرجال ومتنحية إلى حد ما لدى النساء والتي من وجهة نظري قد ترجع إلى إهمالنا لعملية إعداد الكوادر النسائية لتتبوأ مناصب قيادية هامة مقابل ما يحصل عليه الرجل من تأهيل بمختلف الأساليب. وهنا تغدو المقارنة جائرة -إن جاز الوصف - وعليه سيتوجب علينا أولاً: البحث الجاد عن الكفاءات الشابة الطموحة وبناء إستراتيجية تنموية من شأنها صنع قيادات واعدة منها ذات تأثير في مسيرة القطاعات الحكومية والخاصة على حد سواء وبشكل مقصود. وثانياً: تسليط الضوء على النماذج المشرفة من القيادات النسائية المتميزة في المواقع المختلفة للخروج من دائرة اللاثقة بقدرات المرأة لدينا.

ومن الجيد الإشارة إلى أن الدراسات أظهرت أن المرأة تسلك نمط القيادة مع الجماعة Power with (1) حيث تهتم بالعاملين وعلاقاتهم وحاجاتهم ومناخ العمل, وتعتمد على التعاون والمشاركة (2) في اتخاذ القرارات، وهو نمط يهتم بالبعد الإنساني في بيئة العمل والذي يؤثر كثيراً على حجم الإنتاج وإتقانه ومستوى الرضا بين العاملين والأمن الوظيفي لديهم وهو مبعث الانتماء والولاء مع الوقت، في حين ينتهج الرجل نمط (القيادة فوق الجماعة Power over المعتمد على السيطرة والمركزية.

الهوامش:

(1) يستخدم لفظ القوة هنا باعتبار أن مفهوم القيادة متعلق بالتأثير على نشاطات الجماعة, وأن القوة ما هي إلا قدرة تأثير كامنة موجهة للعاملين للوصول بهم نحو رؤية المنظمة بشكل عام.

(2) كما فعلت بلقيس حينما جاءها كتاب سليمان عليه السلام فبحكمتها جمعت وجهاء قومها (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ).

* مديرة التخطيط والسياسات - عنيزة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد