Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/02/2009 G Issue 13300
الخميس 01 ربيع الأول 1430   العدد  13300

عقب الموافقة على إنشائها
مطلقات يضعن معاناتهن على طاولة (مودة) ويأملن في تغيير صورة المجتمع

 

الرياض - منيرة المشخص:

حظي خبر إنشاء جمعية (مودة) لشؤون المطلقات والتي وافق معالي وزير الشؤون الاجتماعية عليها الأسبوع الماضي والتي تعني بشؤون المطلقات ومعالجة المشاكل التي تواجهها المطلقة وأبناؤها سواء مع زوجها السابق أو المجتمع ومن عدم نفقة أو عدم مشاهدة أبنائها وغيرها من المعانات, ردة فعل إيجابي لدى الجميع وبخاصة المطلقات والمختصون مطالبين بسرعة تفعيلها للحد من معاناة المطلقات الجزيرة استطلعت آراء عدد منهم وخرجت بهذه الحصيلة.

رأفة

هند نزال مساعد (مطلقة ولديها أبناء) تقول على الجمعية أن ترأف بحالنا ولا تقوم بما قامت به إحدى الجمعيات بأن قامت بتزويج المطلقات فنحن لا ننتظر منهم تزويجنا فكيفي ما عانيناه من أزواجنا ولا زلنا حتى بعد الطلاق وقالت هند: أتمنى من الجمعية العمل على تسهيل تخليص معاملات المطلقة في الدوائر الحكومية ولا يكون فيها أي تعقيدات وأيضاً الحرص على تخفيض الرسوم التي تطلب منها في استخراج تأشيرات الاستقدام أيضا أهمية التشديد على منح الحضانة للأم ما دامت صالحة ولكن النفقة تكون من الأب.

عناية

سمر (مطلقة ولديها ولد واحد) ولكنها لم تعانِ من زوجها السابق نظرا لأنه رجل متفهم وعاقل على حد قولها ولكنها بينت أنها شاهدت العديد من المطلقات اللواتي عانينا من أزواجهن فهناك من استغل بناته في خدمة زوجته الثانية وبناته منها وأخريات يرفضن تسليم أبنائهن لأزواجهن نظرا لسوء خلق والدهم, وتقول سمر أتمنى أن يكون هناك عناية مشددة بالمطلقات وإيجاد حل لمعاناتهن.

معاناة

نائله القايدي (مطلقة ولديها عدد من الأبناء) أخذت تروي معاناتها قائلة: للأسف الشديد فنظرة للمجتمع للمطلقة جداً صعبة وقاسية فأنا أعاني بتشديد مريع من أخواني فنظرتهم لي على أنني ارتكب خطيئة حتى لو ضحكت، فأنا مطلقة يجب أن أدفن وأنا حية فلا يجب أن تضحك مثل الأخريات وتصل إلى الضرب أوقات كثيرة وإذا تحدثت في الجوال فالضرب هو وسيلة التفاهم الوحيدة وأذكر أنني في إحدى المرات دخلت إلى المستشفى بسبب طعنة من سكين، وإذا تحدثت إلى صديقاتي عن معاناتي ومشاكلي فأكون في نظرهم قد ارتكبت خطيئة لا تغتفر وأردفت نائله: بناتي وبالرغم من أنهن ما زلن صغيرات لكنهن يتألمن من كثر معاناتي التي أجدها من أهلي إلى جانب أن طليقي يمارس ضغط نفسي علي بأنه يهددني بين الوقت والآخر بأخذ بناتي مني فلا يكفيه أنه كان يمارس عنفه معي أثناء الزواج من ضرب وإهانة من الشهر الثاني من زواجنا بالرغم من أنه ملتزم دينياً. ألا أنه استمر في قسوته بعد طلاقنا. وحول ما تنتظره من جمعية مودة فأوضحت قائلة: أنتظر منها أن تعمل على مساعدتي على أن تكون حضانة بناتي معي فكثير ما أفكر فيهم حتى لو تزوجت فالجحيم الذي أعيشه لدى أهلي من جوع وإهانة لا أريد أن يعانينه مثلي فما وجدته من أخوتي وزوجاتهن من أنواع العذاب والعنف اللا محدود يجعلني أقلق على مستقبلهن, وأتمنى كذلك أن يتم تخصيص مبلغ لي ولبناتي فأنا حتى الآن لم أستطع تجديد أوراقي المطلوبة مني من جمعية البر بسبب إخوتي لأنه يرفضون ذهابي كذلك الطلبات التعجيزية من الجمعية من أوراق ثبوتية وهم يعرفون معاناتي ومعاناة شقيقاتي فاثنتان منهن مطلقات بالإضافة لي وأن تقوم جمعية مودة بتغيير نظرت المجتمع السلبية والظالمة إلى المطلقة.

نفقة

نهلة حسين (مطلقة وموظفة) فتقول معاناتي في عدم نفقة طليقي على أبنائه إلا القليل بالرغم من أن راتبه لا يقل عن عشرون ألف ريال فالمنزل الذي أسكن فيه بالإيجار وأنا من ادفعه ابني ولعدم قبول الجامعة له أرسلته إلى إحدى الدول للدراسة وعلى حسابي كذلك معاناتي في تخليص أوراقي لدى البنوك وتجديد أوراقي الثبوتية إلا بمعرف وحتى الآن لم يعترف بالبطاقة التي تم استخراجها لنا فأتمنى من الجمعية أن لا تكون مثل غيرها وتبقى حبر على ورق.

اعتراض

وتقول ماجدة للأسف الطلاق لدينا في ازدياد مستمر وهناك العديد من العوامل التي ساعدت في ذلك والغريب أن أبرزها الأهل فمثلا شقيقتي تم طلاقها من زوجها قبل زواجهم بيوم واحد فقط بسبب أن والدي سامحه الله اعترض على الذهب الذي قام العريس بشرائه بأنه قليل, كذلك على القاعة التي تم حجزها لحفلة الزواج بحجة أنها صغيرة وأصر على التغيير طبعاً رفض العريس لأنه لم يكن هنالك متسع من الوقت وان الأمر لم يكن إلا مظاهر فقط ولكن الخلاف احتد وأمام إصرار أبي حدث الطلاق وشقيقتي الآن مصابة بانهيار عصبي والله وحدة اعلم بحال العريس. وتضيف ماجدة أتمنى أن يحرص القائمين على الجمعية القيام بدراسة أسباب الطلاق بجدية وحرص ووضع الحلول الفعلية والحازمة.

حرمان

هيفاء السعيفي تحدثت لنا والدموع في عينيها قائلة: أريد من الجمعية مساعدتي على رؤية أبنائي فأنا لم أشاهدهم من عام فأبوهم طلقني بعد أن عشت معه سنوات عذاب بالرغم من انه ابن عمي لكنه لم يراعي القرابة بل انه تسبب في إصابة أبي بالمرض ومن ثم الموت قهر بعد أن احتال عليه واستولى ماله مما تسبب في إفلاسه وبعد أن تم الطلاق أقسم أن يحرمني من أبنائي وبالفعل ذهب إلى المدرسة وأخذ ابني بالعنوة وحضر إلى المنزل في غيابي واخذ بناتي كذلك, مع أن القاضي حكم لي بحضانته وأخواته لكنه لم يبالي وأنا الآن أعاني الأمرين من فراق أبنائي.

آراء المختصين

من جهة أخرى يقول الدكتور إبراهيم بن هلال العنزي مختص في الشأن الاجتماعي حيث قال: إن موضوع إنشاء جمعية للمطلقات إنها فكرة جيدة قد تخفف من الآثار السلبية التي تلم بالمطلقات سواءً كانت آثار اجتماعية أو نفسية أو مادية فان هذه الجمعية هي بمثابة الملتقى الذي يحمل هموم المطلقات ويصل بأصواتهن إلى الجهات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية في المجتمع فنحن بحاجة ماسة لمثل هذه الجمعية التي تقوم على رعاية حاجاتهن في مجتمعنا وتخفيف ما قد يلم بهن من ضغوط اجتماعية ونفسية ومادية. وأيضاً العمل على توعية المطلقات من اجل تكيفهن مع المجتمع وعدم الاستسلام للآثار السلبية التي تعرضن لها من تجربة الزواج الأولى والمساعدة في تربية أطفالهن من كان لديها أطفال إن ابغض الحلال عند الله الطلاق فالطلاق هو نقيض للزواج والطلاق يعني الهدم بعد البناء فما أسوأ من الهدم بعد أن تبني آمالاً كثيرة على البناء وأضاف العنزي: ومن الملاحظ ارتفاع نسب الطلاق في المجتمع السعودي مشيراً إلى أن دراسة أعدتها وحدة البحوث الجامعية بمركز الدراسات جاء فيها إن نسبة الطلاق ارتفعت إلى 60%خلال عام 2007م وبحسب إحصائيات وزارة العدل أن معدل الطلاق وصل (66) حالة طلاق يومياً فإذا أنتشر الطلاق في مجتمع ما انتشرت فيه الرذيلة والانحرافات الأخلاقية وهدمت فيه الأسرة التي تعتبر هي نواته التي إذا صلحت صلح المجتمع بأسره.

ويشير الدكتور إبراهيم العنزي إلى أضرار الطلاق قائلاً: والطلاق له آثار سلبية كثيرة على الفرد والأسرة والمجتمع فمن المتضررين بالدرجة الأولى هي الزوجة المطلقة. فالمجتمع لا ينصف المطلقة وينظر إليها نظرة دونية لا تساعدها في دخول التجربة مرة أخرى كأنها هي المذنبة والسبب الرئيس في الانفصال عن الزوج. بالإضافة إن مؤسسات المجتمع لا تقف إلى جانبها في استرداد أو الحصول على جميع مستحقاتها أبسط ما في ذلك التضرر النفسي الذي تعانيه المطلقة من جراء الانفصال وخاصة إذا كانت أماً لأطفال مما يزيد من عنائها وتردي حالتها النفسية والمعنوية وذلك يؤدي بها إلى كراهية الحياة والمجتمع.

الرأي الشرعي

من جانبه قال الداعية الإسلامي والباحث في الشؤون الإسلامية الشيخ تركي بن عبد الله الغامدي مشيداً بالقرار: إن إنشاء جمعية (مودة) للعناية بشؤون المطلقات عمل رائع وخطوة صحيحة في مسار إعطاء الحقوق لأهلها، لأن كثير من المطلقات يعانين من هضم حقوقهن ومن مصادرة ما كتب الله لهن من حقوق في الشريعة ويعانين من الظلم وهو أقسى ما يعاني منه الإنسان.

كما ينبغي أن توجد هناك جمعيه تعنى بمناصحة الأزواج اللذين يفكرون بالإقدام على الطلاق ومحاولة ثنيهم عن هذا القرار محاولة إيجاد مساعده لأنه بالتتبع وجد أن كثير من حالات الطلاق مشاكل بسيطة ومن السهل إيجاد حلول ناجحة لها. ومن هنا فأنني أقول: قد جعل الله سبحانه وتعالى في شريعته الغراء الأسرة نواة للمجتمع الصالح، وجاء الإسلام بكل ما من شأنه الحفاظ على هذا الكيان ورعايته والحرص على ديمومته والحرص على دفع كل ما ينغص عش الحياة الزوجية أو في سبيل هذه الأسرة.

وقد تبين هذا جلياً في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في أسرته وعنايته بها وحفاظه عليها وتقديره لها، وشرعت أحكام في الإسلام كثيرة كحقوق الزوجين وحقوق الأبناء وحقوق الخدم وأحكام العقود داخل الأسرة، كل هذا حفاظا عليها.

ويقول الغامدي: ومما شرع الله عز وجل الطلاق بحيث يكون هو آخر العلاج ونهاية المطاف في هذه الحياة (الحياة الزوجية)، وهو إن كان حلالا إلا أنه أبغض الحلال ذلك على اعتبار أنه يعني انتهاء الأسرة.

وإذا تأملت أحكام الشريعة وجدت أن الطلاق لا يلجأ إليه إلا حينما تصل الأسرة إلى طريق مسدودة وتتعطل كل جوانب الحياة فيها وحين إذ يكون المخرج الأسلم هو الطلاق.

وأردف الشيخ تركي: وأستطيع أن أقول إن من الكوارث الموجودة الآن في المجتمع كثرة الطلاق بشكل ينذر بمصائب على المجتمع فنحن الآن نتحدث عن نسب عالية جدا في الطلاق وكثير منها لأسباب واهية وتافهة، بل وأكثر حالات الطلاق كان الطلاق هو العلاج الأول بدل أن يكون هو العلاج الأخير.

وأضاف: وذلك أن المرأة في من الأحيان تظلم من وليها سواء كان والدها أو سواه بأن يزوجها بغير الكفء أو بغير استشارتها مما ينتهي بهذا الزواج إلى الطلاق.

وقال الشيخ الغامدي: ومن الظلم أن تجبر المرأة إما على الخلع لإنقاذ نفسها من هذا الزوج الظالم وتكون كالمعلقة قال الله عز وجل: { فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ}, وقال تعالى أيضاً عن الطلاق { فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} والسؤال الذي أطرحه الآن على الجميع هل اللذين يمسكون الآن يمسكون بمعروف، وهل الذين يسرحون أي يطلقون, يطلقون بإحسان، للأسف..

وبين الشيخ تركي: هناك من يمسك عضل للمرأة وهناك من يسرح بظلم وجبروت لهذه المرأة والله جل علا يقول في الحديث القدسي (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا) ومن صور الظلم أيضاً أن المرأة ربما تجبر على دفع مبالغ هائلة لتنال حريتها من بين براثن هذا الزوج الظالم وهنا نداء إلى كل ولي أمر لهذه المرأة أن يتقي الله وأن يقف مع موليته حتى تنال حقها ثم أيضاً نداء إلى أصحاب الفضيلة قضاتنا الفضلاء الأجلاء أن يكون هناك رعاية بهذا الجانب لأن هناك حالات وإن كانت ليست بشكل واسع فيها تعطيل وظلم لحقوق المرأة بسبب إطالة مدة الحكم أو عدم سرعة الإنجاز في مثل هذه القضايا مما يتسبب في زوال كثير من حقوق هذه المرأة.

ومن صور الظلم أيضا أن المطلقة إذا وقع هذا الحكم بحيث رؤي أن الحياة لا سبيل لها ألا عن طريق الطلاق فإن هناك أحكام شرعيه كأحكام النفقة للمرضع وأحكام الأطفال القصر عند والدتهم.

وقال الغامدي: إذا فمن حق المرأة المطلقة أن يكون لها نفقه إن كانت مرضعاً أو عندها أطفال قصر، فيتذرع بعض الأزواج بأنه حدث بينهما إشكال ولأجل ذلك لا يعطها حقها الذي كتبه الله لها، يا أخي قال الله { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}، إذا ينبغي على الأزواج أن يتقوا الله في هؤلاء النساء ويعلمون أن هذه من حقوقهن فيجب أن تصرف وتعطى وإلا فإن الله يحاسبهم على ذلك.

ويواصل حديثة أيضاً من مظاهر الظلم للمرأة المطلقة استصغارها في عائلتها وفي مجتمعها والنظر إليها بنظر النشاز وهذا خطأ كبير، فإنه في كثير من الأحيان يكون الطلاق بسبب الزوج أو الخطأ في أصل الزواج نفسه فكيف تحمل هي تبعات غيرها وأخطاء سواها، هذا ظلم.

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة

على المرء من وقع الحسام المهند

أيضاً من الظلم في حق المطلقات النظرة القاصرة من المجتمع للمطلقة وعدم تقدير ظروفها وإني أشير إلى مسألة أخيره وهي أنه ينبغي أن يكون عند الأخوات من النساء عدم التعجل في طلب الطلاق فإن كثير من أسباب الطلاق هو تعجل المرأة نتيجة لبعض المشكلات الزوجية للطلاق ثم الندم في وقت لا ينفع فيه الندم، فيجب أن يكون هناك طول نفس واحتمال للحياة الزوجية ومحاولة إصلاحها والبحث عن سبل لرعاية هذه الحياة الأسرية.

ولهذا فنحن سعداء بهذه الخطوة الرائعة من وزارة الشؤون الاجتماعية في إنشاء مثل هذه الجمعية.أسأل الله أن يجزي القائمين على هذه الجمعية خير الجزاء وأن ينفع بهم وأن ينفع بها.

أهداف الجمعية

الجدير بالذكر أن الجمعية والتي صدرت موافقة معالي وزير الشؤون الاجتماعية على تأسيسها والتي بلغ عدد المؤسسين فيها (34)، منهم (24) سيدة و(10) رجال قد احتوت على أحد عشر بنداً وهي على النحو التالي:

إجراء الدراسات الاجتماعية والبحوث، عقد دورات متخصصة للمقدمات على الزواج, تقديم استشارات قانونية وخدمات مساندة في حل المشكلات الأسرية وتذليل العقبات داخل الدوائر الحكومية ذات العلاقة, توفير الإعانات المادية والمعنوية وتوجيه الحالات للجهات المختصة, توعية المرأة بحقوقها الشرعية والمدنية, فتح قنوات اتصال بين الجمعية والمؤسسات الاجتماعية ذات العلاقة, تنظيم جلسات للعلاج الجماعي عند الحاجة, تنمية قدرات أفراد الأسرة حسب الحاجة, تدريب أفراد الأسرة على إيجاد فرص العمل المتاحة.. تبادل الخبرات بين الجمعيات الخيرية بما يخدم أعضاء الجمعية, تكوين لجنة رجالية تساهم في تحقيق أهداف الجمعية.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد