يعتبر الفنان التشكيلي سعد العبيّد أحد الرموز التشكيلية السعودية بل إنه يأتي مباشرة هو وعبدالجبار اليحيا وعبدالله الشيخ وطه صبان امتداداً لجيل الرواد الكبار الراحلين محمد السليم وعبدالحليم رضوي (رحمهما الله) وسعد العبيّد فنان استطاع من خلال تعامله العذب مع الكل أن يفرض اسمه على خريطة التشكيل السعودي منذ مرحلة البدايات تميز العبيّد بحسن الخلق وحسن التعامل حتى إنه صار أشبه (بعمدة التشكيليين) من خلال دعمه واهتمامه ومساندته لكل الفنانين من الناشئين والمواهب وغيرهم ومن مختلف مناطق المملكة ساعده في ذلك دماثة الخلق وحرصه واهتمامه بما أكسبه ثقة الجميع ولم يتوقف العبيّد عند هذا الحد بل إنه فنان ذو مبادرات إنسانية ومواقف وفاء، كما في معرض الوفاء الذي أقامه بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب للفنان التشكيلي الرائد محمد السليم (رحمه الله) تميز سعد العبيّد بعشقه للفن التشكيلي وهو الفنان الموهوب بما مكنه من لفت الأنظار إلى أعماله منذ مراحل مبكرة جداً وفي وقت قلت فيه الإمكانات والعوامل الأخرى المساعدة لكن إصرار العبيّد وحماسه أدى إلى تواصله مع الفن حتى استطاع أن يفرض بجهوده اسمه علماً تشكيلياً يشار إليه بالبنان برز العبيّد من خلال أعماله التي تناولت معطيات الحياة الشعبية البسيطة في منطقته ومظاهر الطبيعة في بيئته والتي تناولت الصحراء والجبل ومناظر الطبيعة والسهل والربيع إضافة إلى اهتمامه وبشكلٍ كبير بمعطيات الموروث الشعبي الأصيل ما يميز العبيّد أيضاً هو ولعه الشديد باللون وإدراكه لكل جزئيات وتفاصيل اللون وتلاعبه المتمكن باللون ودرجاته والوصول بكل جدارة إلى ألوان جديدة غلب عليها الشفافية وتجلت فيها قدرته وتقنيته الجميلة حتى صارت أعماله سيمفونيات لونية جميلة بما تحمله من تأثيرات الضوء والظلام ودرجات الألوان المختلفة والتي تشكل ألوان الطيف وكأن (قوس قزح) يحيط بفضاء أعماله.
فتح العبيّد مرسمه وقبل هذا قلبه لكل الفنانين سواء في منطقة الرياض أو غيرها من مناطق ومحافظات الوطن وقدم النصح والمشورة للهواة والمبتدئين ولغيرهم وهذه حقيقة صفة جمالية جميلة لدى هذا التشكيلي الكبير الذي لا يزال يقدم كل عصارة جهده وخبراته الطويلة في هذا المجال الجمالي. يتكئ العبيّد أيضاً على ثقافة فنية جيدة، فبالإضافة إلى كل ما سبق لديه أرشيف فني ضخم يضم العديد من المراجع التشكيلية والكتب المتخصصة إضافة إلى كمية كبيرة من برشورات المعارض القديمة والصور الفوتوغرافية التي توثق للحركة التشكيلية السعودية منذ مراحلها المبكرة جداً.