لا يمكن تجاهل مواقف الفنانين التشكيليين المشرفة في دعم مختلف المناشط الإنسانية عبر استجابتهم للدعوة المقدمة لهم من قبل أي مؤسسة أو جهة رسمية ذات علاقة بالأعمال الخيرية تقوم على تنظيم معرض أو مسابقة تشكيلية يكون ريعها للمحتاجين في الداخل أو الخارج، وإذا كانت هذه المواقف ليس فيها حب في الظهور وكسب الإعلام بقدر ما هو واجب إنساني ووطني، فإن من الأجدر أيضا أن يكون الدعم فيها أكثر كرما من قبل التشكيليين في أن يقدموا ريع أعمالهم كاملا لأي معرض خيري أو على الأقل اخذ القليل منه، فالملاحظ وضع نسبة ثلاثين بالمائة من ثمن اللوحة أو العمل الفني كتبرع للمعرض والسبعون بالمائة لصالح للفنان أمر غير مستحب وقد يدخل في حيز المشاركة المحتاجين في رزق من يقام لهم هذا المعرض، وإذا كان هذا الشرط آتيا من قبل المنظمين للمعرض فإننا نراه اجتهادا يحتاج لإعادة النظر ليكون المبلغ الأقل للفنان والأكثر للمحتاجين له، إلا إذا كان الفنان من الفئة المقام المعرض لدعمها وهذا غير وارد إطلاقا. البعض يرى في إعطاء الفنان النسبة الأكبر نوعاً من الإغراء والجذب للمشاركة وهذا قد يكون مقبولا عند القلة جداً من الفنانين ومنتقدا من الكثير الذين يرون في ان مشاركتهم غير ملزمة او محتاجة لمثل هذه السبل وإنما تأتي ضمن العمل الخيري الذي يرى الفنان أن عليه المساهمة فيه بما يستطيع في حال توفر أعماله فليس كل فنان يمتلك أعمالا في الوقت الذي توجه إليه فيه مثل هذه الدعوة.
هذا الرأي طرحناه مرات عدة ووجدنا له مؤيدين ممن يهمهم مواقف الفن التشكيلي لإبعاد تهمة الاسترزاق التي شابت مشاركاتهم الخيرية واقتطاعهم اكبر مبلغ من ريعها، لنعود من جديد لطرحه لنذكر من ينوي القيام بمثل هذه المساهمات من التشكيليين أو من منظمي المعارض في الفترات القادمة ان يراعوا هذا الجانب احتراما للفن وإحقاقا للحق المرجو من العمل الخيري التشكيلي. ولقد كان للفن التشكيلي في هذا الجانب الكثير من المواقف والمساهمات في معرض أصدقاء المرضى وفي دعم فلسطين وقريبا كما علمت هناك معرض يعد له الزميل الفنان سعد العبيد لدعم الأيتام من خلال جمعية إنسان وهي احدى الخطوات التي يقوم عليها أبو عبد الله وبشكل متواصل وقوفا مع مختلف الجمعيات إضافة إلى ما تعتزم لجنة رعاية اسر السجناء من مشاركة بعض التشكيليين في معرض للسجناء والمفرج عنهم وأبناء أسرهم، وغيرها كثير وقد يكون أبرزها قيام وكالة الشئون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام بدعوة التشكيليين لمعرض يكون ريعه للمشاركة في دعم الأشقاء في غزة.
نحن هنا لا نتجاهل ما يكلف الفنان لانجاز العمل الفني من جهد بدني ومادي لكن الأمر يتعلق بالمناسبة كونها عملاً خيرياً يرجو الفنان أن يجعله الله في موازين حسناته وهذا مطلب يحتاج إلى تضحية وكرم. فما نقص مال من صدقة، وما يمنح من ثمن الأعمال الفنية للمحتاجين يقابله خير كثير.
إشارة:
نشير إلي إن الصفحة التشكيلية ستصدر يوم الجمعة إبتداءا من الأسبوع القادم.
MONIF@HOTMAIL.COM