نسبه ومولده
هو عبدالله بن سليمان بن صالح بن عبدالرحمن بن محمد بن علي بن خميس.
نشأته
ولد في بلدة الرس عام 1264هـ تقريبا، ولازم والده وأخذ عنه صفات حميدة، فحفظ أجزاء من القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة.
عمل في بداية حياته بالزراعة مع والده، وذلك في مزرعته المشهورة شرقي الرس (بحي الحناكية الآن) والمعروفة بقليب (أبو خميس)، مع أخويه صالح ومحمد.
أعماله
وبعد أن بلغ السن التي تؤهله للعمل، اتجه بعد ذلك للبيع والشراء في دكانه المعروف في سوق الرس القديمة، فأصبح تاجرا معروفا في الرس وغيرها من بلدان القصيم، وأصبح من الموردين المشهورين للمواد الأساسية من ثمار وحبوب، وما تحتاج إليه البادية والحاضرة، وقد ساعده في ذلك أخواه صالح ومحمد اللذان كانا يجلبان البضائع من الشام ومصر والعراق، حيث كانا من رجال العقيلات المشهورين في ذلك الزمن.
ولتميز الشيخ عبدالله بن سليمان بن خميس في التجارة كان كثير من التجار يحرصون على مشاركته فيها؛ لأنه اتصف بالأمانة والصدق، وحسن الخلق، متسامح مع الناس سليم الصدر.
كان مصلحا لذات البين، يشهد له بذلك كثيرا ممن عاصروه أو رووا عنه وتلحظ ذلك جليا من خلال مكاتباته ومدايناته التي لا تزال محفوظة لدى أسرته والتي زودت بصور منها.
وكان له منزل كبير وسط الرس، يعرف ب(بيت الخميس)، وكان مجلسه مفتوحا للجميع من الضيوف والأقارب يتداولون الأخبار والقصص ويبدى فيه بعض الآراء والمشورات، وتحل فيه الخلافات.
امتاز رحمه الله، بفطنة حاضرة، وأمانة في المشورة، وجرأة في قول الحق. حتى كان إحدى الشخصيات المعروفة بالرس يستشار في كثير من الأمور.
شجاعته
عاصر -رحمه الله- الدولة السعودية الثانية والثالثة، وما فيهما من أحداث، وكان شجاعا مقداما، شارك مع أهالي الرس في موقعة الشنانة (الوادي)(1) عام 1322هـ التي كانت بين الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وعبدالعزيز ابن رشيد، في ملحمة بطولية فذة، كما شارك ابنه الأكبر (صالح)، فقد جاهد بكل ما يملك، بذل نفسه رخيصة في سبيل الله ثم في الدفاع عن بلده ووطنه.
وهذا الخلق هو صفة أهالي الرس (صبيان الحزم) الذين كانوا ولا يزالون منذ الدولة السعودية الأولى التي صدوا عنها الحملات المتوالية ومنها على سبيل المثال حملة طوسون وحملة إبراهيم باشا الشهيرة، وحتى الآن مازالوا يبذلون كل غال ونفيس من أجل دينهم ووطنهم.
يعد الشيخ عبدالله بن سليمان بن خميس من أوائل من قتلوا في هذه المعركة(2)، إذ اتجه هو وثلاثة من الشجعان الأشداء الأقوياء المؤمنين بنصر الله - منهم على سبيل المثال عبدالله بن محمد البواردي المعروف ب(حجرف) أمير شقراء - وأبو شيبة رئيس بلدة الحلوة، - ومعهم أهل الرس وبقية أهل القصيم، حيث اتجهوا إلى بيت الحرب فهدموه وأسقطوا راية ابن رشيد بعد أن قتلوا عددا كبيرا من حامية ابن رشيد، ثم قتل الثلاثة جميعا -رحمهم الله- وهم أول قتلى هذه المعركة(3)، وكان ذلك أحد الأسباب الرئيسة في انتصار جيش ابن سعود في هذه المعركة الفاصلة؛ حيث إنه من المعروف أهمية بيت الحرب في المعركة اللواء فإذا سقط بيت الحرب كان دليلا على هزيمة الجيش، فهدمهم -رحمهم الله- لبيت الحرب يدل على شجاعتهم وإقدامهم جميعا، لأنه كان محصنا تحصينا منيعا، فانتصر بإذن الله جيش الملك عبدالعزيز في هذه المعركة الشهيرة وغنم غنائم كثيرة وخرج على إثرها الأتراك من نجد نهائيان وكذلك من أهم نتائجها البداية الفعلية لتوحيد هذه البلاد المباركة تحت راية التوحيد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله، فهي من المعارك الفاصلة في تاريخ الجزيرة العربية(4)، نسأل الله أن يتقبل جميع من قتلوا فيها شهداء.
وفاته
توفي الشيخ عبدالله بن سليمان في حدود عام 1324هـ، كما أشرنا في معركة الوادي (الشنانة) الشهيرة.
وترك أربع زوجات وأعقب ثلاث بنات، وثلاثة أولاد هم: صالح، وعلي، وعبدالرحمن.
كتبه قبلان بن صالح القبلان
(1) يطلق كثير من أهل التاريخ على هذه المعركة (معركة الشنانة)، والصحيح أنها معركة الوادي لوقوعها على حافة وادي الرمة الجنوبية، و تعتبر هذه المعركة من أهم معارك الملك عبدالعزيز الحربية والفاصلة في توحيد البلاد، وقضى بعدها على نفوذ الأتراك في نجد، وقد شارك أهل الرس في هذه المعركة مشاركة فعالة وكذا أهالي منطقة القصيم.
(2) وهي رواية عن الشيخ ناصر بن علي بن دغيثر أحد رجال العقيلات وقائد معركة ميسلون الشهيرة، ويروي محمد العساف محافظ الرس السابق بأن أوائل من قتل في معركة الشنانة هو عبدالله الخميس نقلا ممن شارك في المعركة من أهل الرس، وهي رواية عن حمد الهنيدي عن أبيه.
(3) ولم يذكر هذه الرواية ممن كتب عن هذه المعركة. وحتى خالد الفرج الذي ذكر أول قتلى المعركة في كتابه تاريخ نجد الذي حققه الباحث عبدالرحمن الشقير، لكنه لم يذكر القتلى بدقة، وفي نسخته المخطوطة (ب) فيها تعديل بخط مغاير كما ذكر المحقق انظر هامش، ص(395).
(4) والغريب أن هذه المعركة المهمة لم تأخذ حقها من التفصيل والبيان من قبل المؤلفين في تاريخ هذه البلاد لأهميتها رغم أهمية هذه المعركة في تاريخ المملكة حيث تعتبر من أكبر المعارك التي خاضها الملك عبدالعزيز رحمه الله في توحيد المملكة.