Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/02/2009 G Issue 13296
الأحد 27 صفر 1430   العدد  13296
الوعود تطغى على العمل بحثاً عن الأضواء!!
الاتحاد.. سقوط متوقع فهل يتدخل (الجراح)؟

 

كتب - علي الصحن

لم تكن خسارة الفريق الاتحادي من النصر في ربع نهائي كأس ولي العهد مفاجئة لمتابعي الفريق الاتحادي هذا الموسم، فالفريق أصبح ملازما للاخفاقات التي بدأت منذ الموسم الماضي الذي خرج منه الفريق (المقلم) من المولد بلا حمص، وامتدت إلى الموسم الحالي حيث ودع الفريق بطولتين على يد النصر مرة في الرياض والأخرى في جدة، ليؤكد الأصفر العاصمي تدهور الأوضاع الاتحادية وضياع هيبة الفريق، وفشل إدارته في تأمين أدنى متطلبات نجاحه.

إن المتابع الحصيف يدرك جيدا أسباب السقوط الاتحادي، التي تكمن أولا وثانيا وعاشرا في غياب الرسميين عن المشهد، وحضور أسماء تبحث عن الأضواء ولفت الانتباه بأي وسيلة كانت، وهو ما دفع الفريق ثمنه، وسيدفع المزيد أيضا ما لم يلتفت الاتحاديون الحقيقيون للعبث الذي يحيط بفريقه، وينقذوه منه قبل فوات الأوان، ولعل اقرب مثال على ما ذهبنا إليه هو ترؤس أحد أعضاء شرف النادي لإدارة مشرفة على مشاركة الفريق الكروي في دوري أبطال آسيا، وتحجيم دور الإدارة في هذا الشأن، وهو ما جعل الازدواجية تطغى على أسلوب العمل في النادي، واصبح اللاعب والمدرب وغيرهم لا يعرف أين تكمن مرجعيته، هل هي للإدارة المعترف بها والمكلفة من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب عقب إقالة البلوي الموسم الماضي، أم أنها للأخير الذي يظهر للعيان انه الآمر النهائي في النادي.

لقد حذر الجميع من مغبة ما يحدث في الاتحاد، لكن البعض لم يعجبه ذلك، ونافح ودافع عن الأوضاع الاتحادية، لكن الأيام مرت وكشفت الحقيقة التي لم يعد الغربال الذي يحمله البعض قادرا على حجبها عن مشجعي الاتحاد الذين لم يصدقوا أن فريقهم بات يخرج خاسرا البطولة تلو الأخرى، وان الانتصارات التي يحققها أحيانا تعجز عن الصمود حينما يحمى الوطيس وتشتد المنافسات ضراوة، إذ تطورت الفرق وبقي (العميد) مراوحا مكانه الذي استقر فيه منذ سنوات، وقد يواصل الاستقرار ما لم يتدخل مبضع الجراح الاتحادي لاستئصال العلة، ووضع العلاج المناسب على الجرح النازف.

في المشهد الاتحادي ظلت الوعود سيدة الموقف طوال الفترة الماضية، فبينما كان المنافسون يعملون بهدوء، ويبحثون عن النجوم المحليين والدوليين بروية، كان الاتحاديون يملؤون الدنيا ضجيجا بالاسم العالمي الذي ينتظر وصوله إلى شارع الصحافة بجدة، بل إن (الشرفي) الاتحادي ظهر فضائيا ليحدد نهاية مباراة الأهلي الدورية الأخيرة موعدا لإعلان اسم القادم الجديد، لكن الأيام مرت والليالي انطوت ولم يتعاقد الاتحاد مع لاعب عالمي و(لاهم يحزنون)، إذ انتهى المطاف الاتحادي بالتعاقد مع لاعب برازيلي مغمور (ريناتو) ربما كان أي ناشئ اتحادي قادر على تقديم افضل مما يقدمه داخل الميدان، ليخسر الاتحاد فرصة دعم صفوفه بلاعب مميز يكون عونا له في المناسبات والمنافسات الصعبة التي تنتظره على كافة الأصعدة.

هذا هو الاتحاد كتب له أن يخرج من البطولات تباعا، لكن الحصيف من يتعظ ويستفد من الدروس، والدرس واضح للاتحاديين، وليس بحاجة للمزيد من الشرح، فهل ينقذون فريقهم قبل أن تطير الطيور بأرزاقها ويصبح البكاء على اللبن المسكوب شيئا من العبث، الأمر بيدهم فما هم فاعلون؟؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد