اختتمت مقال الأسبوع الماضي داعياً (الله سبحانه وتعالى) أن يكون في عون منتخبنا، وذلك من منطلق إحساسي ببعض ما يحيط به من أمور متعددة كفيلة بإسقاط أعتى المنتخبات.. وما مقارعة الخصوم إلا واحدة من أيسرها.. في حين أن البقية منها والأصعب هي من صُنع أيدينا نحن.. قائمة طويلة مما يمكن الحديث عنه من الهموم التي تنهش في جسد هذا المنتخب، ولكني سأقتصر على تناول أحدها، فأقول متسائلا.
* على من تقع مسؤولية حماية الأخضر من عبث أصحاب الأهواء(؟!)
* ذلك أن العارفين ببواطن الأمور يدركون تمام الإدراك بأن غالبية الذين يفتعلون الزوابع حول المنتخب الواحدة تلو الأخرى.. إنما لهم أهدافهم الخاصة التي ليس من بينها مصلحة المنتخب كما ثبت بالبراهين.. ولنأخذ مثلا (زوبعة) المطالبة بضم النجم (محمد نور) لقائمة الأخضر، والتي تحولت تدريجياً إلى قضية القضايا.. وبمجرد أن تم ضمه افتعلوا (زوبعة) أحقيته المطلقة ب(شارة) الكابتنة حتى قبل أن يحقق (المعجزة) التي راهنوا على أن يحمل أسرارها ومفاتيحها بمجرد أن يرتدي القميص الأخضر.. إذ صوروه على أنه (خارق) للعادة وبالتالي حملوه فوق ما يحتمل (!!).
* بصريح العبارة: هم يمارسون هذا العبث بحق المنتخب ولهم في ذلك ثلاثة مآرب:
- الأول: محاربة الكابتن الحالي والانتقاص من قدراته ومن شأنه لأسباب معروفة (؟!).
- الثاني: التوطئة والتحسب لأي إخفاق قد يلازم نور (لا سمح الله) في مهمته مع المنتخب وبالتالي إلقاء التبعات والأسباب على شماعة عدم تقليده الشارة (!!).
- الثالث: العمل على إحداث شرخ أو أكثر في جدار علاقة هؤلاء النجوم ببعضهم البعض، وهذه الحقيقة لن أقبل أي مزايدات حولها لأنني سمعتهم بأذني يتمنون هزيمة الأخضر (!!).
* إن التمادي في تقاعس من يعنيهم الأمر عن وضع حد لهذا العبث التخريبي المقصود منه زرع الفتنة بين نجومنا.. هو ما حدا وشجع أحد الكتبة إياهم على مطالبة الجهات الرسمية بسرعة اتخاذ قرار تعيين نور لقيادة الأخضر بدعوى إزالة ما اعتبره مدعاة للاحتقان والتوتر والبلبلة حسب زعمه وفكره المريض.
* على أن أخشى ما أخشاه هو أن تكون نظرة أصحاب الشأن حول هذه العبثيات، منطلقة من قناعة (كلام جرايد ما عليك منه) دون التحسب والتبصر إلى أن (كلام الجرايد) هو أحد الأسباب الرئيسية خلف كارثة (ثمانية ألمانيا)، وهو من وقف ويقف خلف العديد من الأحداث المشينة والمؤسفة التي حدثت على أكثر من مستوى وأكثر من صعيد على مدى الأعوام الأخيرة، وأعني الطرح اللا مسؤول.. خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار بأن بعض الكتبة لهم علاقاتهم القوية الخاصة مع بعض النجوم وبالتالي قدرتهم على التأثير في توجهاتهم وفي قناعاتهم، وهنا مكمن الخطورة.
* إذن: اقطعوا دابر هؤلاء وسترون نتائج هذا الإجراء الإيجابية على أجواء المنتخب أسرع مما تتصورونه.
أهلاً يا دكتور
* على طريقة (عنز ولو طارت) جاء تعقيب زميلنا الدكتور (الحمادي) على ما جاء في ثنايا موضوعي المنشور هنا الأسبوع قبل الماضي حول بعض الأخطاء التي وقع فيها، وذلك من باب (رحم الله من أهدى إلي عيوبي) فقد كنت أعتقد بأن الدكتور قد ارتكب تلك الأخطاء عفوياً وليس عن سابق إصرار كما اتضح من تعقيبه (!!).
* ذلك أن الزميل العزيز قد اعتمد في تعقيبه على أساليب المغالطات والخلط والتقوّل، وعلى إقحام بعض الأسماء والصفات لأطراف أخرى لا علاقة لها بالموضوع مثار الاختلاف.. وهذه عادة ما تكون وسائل من لا يمتلكون الحجة (؟!).
* وقبل الشروع في تفنيد مغالطات الزميل الحمادي، لا بد من إيضاح بعض النقاط وذلك احتراماً للقارئ الذي لم أعتد العمل على تضليله أو استغفاله كما هو دأب بعض الناس لا سيما وأن مقالي المشار إليه ما يزال حتى اللحظة على الموقع الإلكتروني للجريدة ويمكن الرجوع إليه.
* فأنا لم أقل أن النمور عندما تزأر فلا بد أن يولي الجميع الأدبار.. بل قلت إن الدكتور هو من قال ذلك في مقاله السابق.. فكيف ينسب إليَّ أقواله (!!).
* كذلك لم أحرص على إدانة الزميل كما يتوهم.. كما لم أحرص على جلد الاتحاد كما يزعم.. لأنني لست جلاداً (والعياذ بالله).. فضلاً عن أنها ليست لي أي مصلحة من أي نوع في إدانته (!!).
* كما أنني لم أتطرق بأي حال إلى مجمل صفات وخصائص النمور.. فلم أمتدحها ولم أقلل من شأنها، وإنما تحدثت عن التعريف (العلمي) للفصيلة التي تنتمي إليها فقط، وأكرر هنا (العلمي).. لا سيما في ظل إصرار الزميل على إجادتها ل(الزئير) إلا إذا كانت (الأسود) قد افتتحت مدرسة خاصة لتعليم (القططيات) فن الزئير، أو أنها قد حدثت حالة (مصاهرة) بين الأسود والنمور ونحن لا نعلم.. فلعل الدكتور ينورنا حتى نكون على بينة (!!).
* خلاصة القول: إن نقطة الخلاف بيني وبين الزميل إنما تتمثل في إصراره على الخلط بين (زئير) الأسود، و(ضرضرة) النمور ضارباً بالحقيقة العلمية عرض الحائط لمجرد المكابرة ليس إلا.. وهو ما يجعلني ألتمس له العذر في إصراره على (تشويه) الأمثال الشعبية وعلى الخلط بين الصقور والدجاج، وأن (المخالب) هي الأسلحة التي تعتمد عليها الجوارح والكواسر في الحصول على أقواتها بعكس الطيور الداجنة والمستأنسة وهذه الفوارق هي التي تم بموجبها بناء المثل (!!).
* ولو تخلّى الدكتور (هدانا الله وإياه) عن مكابرته ومن ثم استعان بالمصادر العلمية وأهل الخبرة، لوفر على نفسه مغبة الوقوع في هذا المأزق.
* أما مسألة الطعن في خبرة العبد الفقير إلى ربه فذاك شأن لا يزعجني.. فقط كنت أتمنى لو أن الدكتور قد دعم طعنه بالأدلة العلمية ومقارعة الحجة بالحجة وليس بالكلام.. وهنا يتضح من هو الذي يتسلح بالمعرفة العلمية المدعمة بالخبرة، ومن هو الذي رسب في الاثنتين معاً (!!).
* على أن الجديد الذي أثار استغرابي حقيقة هو معدل الركاكة التي وردت في بعض تعبيرات وعبارات الدكتور مثل (السيطرة على الغابة، والانقضاض على الفريسة، وتشنيف الآذان بصوت نمور الاتحاد)، ولا أدري هل كان يخاطبني أم يخاطب المدرج، أم أن (الجود من الموجود) على رأي المثل الشعبي الذي آمل ألا يتدخل الدكتور و(يشقلب) كيانه هو الآخر (!!).