المقولة الصائبة المشهورة: ما دخلت السياسة شيئاً إلا أفسدته.. جعلت نسبة كبيرة من العاملين في الصحافة يتهيبون التورط أو الانغماس في الدوامة السياسية وإعطاء آراء قد تخطئ وقد تصيب، خصوصاً في صحفنا المحلية..!!
- ولكن بعض الصحفيين والكتاب الذين يعارضون سياسات الهيمنة والاحتلال التي قادها بوش وتشيني ورايس يصرون على إبداء آرائهم بجرأة وصراحة ويراقبون عن كثب ما سيفعله الرئيس أوباما بالعام بعد دخول البيت الأبيض.. مع تسليمنا بعدم توفيق أمريكا في كثير من أطروحاتها الأمريكية، سواء في الداخل الأمريكي أو خارج أمريكا، ولعل الأبرز هو هيمنة اللوبي الصهيوني على كل قرارات هذه الدولة الكبرى!
- أما الفريق الآخر من الصحفيين والمحللين السياسيين فكان يرى أن باراك أوباما لديه فرصة كبيرة في تحسين صورة بلاده وكسب ود شعبه والعالم على الرغم مما يجد أمامه من العقبات وعلى الرغم من عزمه على سحب القوات الأمريكية من العراق خلال سنة ونصف بعد فوزه وتربعه على عرش هذا العالم العجيب؛ فالمخاطر أمامه كبيرة! ولا نستطيع التسليم بقدرته على العبور إلى كل ما يريد!
- ولا شك في أن سياسات بوش خلال رئاسته لأمريكا أوقعت أمريكا في الفشل، كما أنها دمرت الاقتصاد الأمريكي بل العالمي برمته، وهذا ما يجعل كثيراً من الناخبين الأمريكيين يعطون أصواتهم لأوباما الذي لا يحبذ العنف والحروب - على ما يبدو -، والتجربة معه أكبر برهان! ولعله يكون عوناً للعرب في حل مشاكلهم المستعصية، وفي مقدمتها قضية فلسطين!
- وهكذا نحن نحس عند قدوم كل رئيس لأمريكا أنه سيكون المنصف لنا ثم تتكشف الأمور عن شخص آخر.. إننا ندرك أن الشعب الأمريكي شعب طيب وبسيط يحب الحياة ويريد أن يتخلص من الضرائب التي ربما ذهبت لصالح إسرائيل أو تذهب سدى ودون جدوى وهو سيكون مستريحاً ومرحباً بنجاح أوباما الذي ينبذ الحروب ويميل إلى التنمية في جميع مجالات الحياة لو أخلص لهم وللعالم. ولكن مَن يدري؛ فلعل هناك مفاجآت قد تحدث، وتقاد هذه البلاد المتعاظمة إلى هاوية مثل التي وقع فيها الاتحاد السوفيتي الذي أصبح في الماضي القريب مثل الذكريات التي ظننا أنها لن تعود، إلا أن الدب الروسي نفض الغبار والثلج عن نفسه وبدأ يتحدى ويتوعد خصومه، ولعلنا شاهدنا ما حدث في مشكلة جورجيا من خطط رهيبة أذهلت الجميع قادها هذا الثعلب الروسي بوتين الذي يلعب بالبيضة والحجر فعلاً!
- المهم على رجالات أمريكا الجدد العمل على تغيير نهجها تجاه دول العالم، خصوصاً المظلومة جراء الحيف والكيل بمكيالين، كما شاهدنا مؤخراً موقفها من عدوان إسرائيل على غزة، وفيما يتعلق بحقوق الشعوب ومعالجة قضاياها العادلة، وكذلك السعي إلى حل مشاكل هذا العالم بالطرق السلمية وعدم رفع العصا في وجه الشعوب التي تسعى للسلم والحرية، وفي نفس الوقت الوقوف بحزم في وجه كل ظالم محب للحرب والخراب والدمار، عليها إيقاف التمدد الإيراني في العراق الذي أصبح مكشوفاً، وإيقاف إسرائيل عند حدها ووقف ألاعيبها ولتوقف دعمها بالمال والسلاح والطيران المتفوق، وإنذار إيران وحزب الله وسوريا ومن يدور معهم وفي فلكهم كل من قطره وبلده!! إنهما يلعبان بالنار في لبنان بل في المنطقة.. فعليها احترام حقوق هذه الشعوب، وإذا عملت أمريكا ذلك فهي تكتب لنفسها عمراً مديداً متجدداً في العالم العربي وفي العالم أجمع!