Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/02/2009 G Issue 13296
الأحد 27 صفر 1430   العدد  13296
جازان الفل.. مشتى الكل
جابر حسين المالكي

 

همس الشرق في أذن الغرب فسمعهم الشمال وهم يتجاذبون أطراف الحديث أن في جنوب الوطن عرساً شتوياً سياحياً وثقافياً اسمه (جازان الفل.. مشتى الكل) فتسابقت اتجاهات الوطن بمن فيها يطلون من نافذة الدهشة ولسان حالهم يقول:

هنيئاً لكم بهذا النجاح الذي تمارسون طقوسه على أرض الواقع.

هنيئاً لكم بهذا التفوق الذي ترسمون فنونه على خارطة الإبداع.

هنيئاً لكم يا أهل جازان بهذا الإيقاع الذي تعزفون ألحانه على أوتار السعادة.

هنيئاً لكم يا أهل جازان بهذا التراث الجميل الذي حافضتم عليه عبر أصالة الماضي وعراقة الحاضر.

هنيئاً لكم بهذا لعشق الذي رضعتم معانيه من صدر الطبيعة فكنتم للوفاء عنوان وللوطن بنيان.

حقاً هنيئاً لكم بهذا الاحتفال.. بهذا الكرنفال.. بهذا الجمال وذاك الالتفاف.

هنيئاً لكم بهذه الجموع التي توافدت من هنا وهناك للمشاركة في أفراحكم.

هنيئاً لكم بهذا التميز الذي يسجل لكم في قائمة الإنجازات الوطنية.

هنيئاً لكم بهذه النشوة التي تعيشون قمتها ولمعان بريقها.

وبينما كانت جازان وأبناؤها قد وقفوا منصتين لهذه التهاني التي انهالت عليهم من كل مكان في أرجاء الوطن رفعوا أياديهم بالتحية شاكرين ومعتذرين عن مواصلة الإنصات لمزيد من التهاني والتبريكات.. وانطلقو في سباق مع الزمن يرسمون المزيد والمزيد بل العديد من الصور الإبداعية المطرزة بنكهة الفرح الجازاني الأصيل مجسدين روعة التواصل مؤكدين قوة التلاحم... لبنة من الإخلاص.. ولبنة من العطاء وغيرها من لبنات الخير والوفاء.

بنوا للوطن العز والشرف ورفعوا بنيانه بأمجادهم وفي هذا المهرجان يستعيدون والوطن تاريخ آبائهم وأجدادهم، وبعضاً من ملامع الحياة البيسطة التي عاشوها بنبل وشرف من هناك جاؤوا بتراثهم القديم وهناك في حرم المهرجان وبين أروقته وضعوا موروثاتهم الأصيلة.. جاؤوا يحملون ألوان الفرح يشعلون قناديل الأمل.. جاؤوا يرسمون الابتسامة على كل الشفاه يزرعون البهجة والسرور في كل النفوس التواقة للمتعة والمرح.

هاهم قد وصلوا وها هو الجبل قد انحنى متواضعاً يعانق السهل وهاهي الشواطئ تفتح ذراعيها محتضنة الجميع ورفعت الجزر قبعة الوفاء معلنة الوصول وأرسل البحر أمواجه إلى شواطئ الدنيا محملاً ببطائق دعوة من أجل السياحة الشتوية الدافئة وأعلن الخبر في الكون بالصوت والصدى أن (مرحباً ألوف).

وأمام راعي الحفل وكعادتها وقفت جازان أهلها.. حائرين.. عاجزين مستسلمين.. تبعثرت حروفهم.. ضاعت كلماتهم.. خانهم التعبير.. خدعهم التفكير أمر غريب يصدر من أرض خصبة بالمعاني الرنانة ومدرسة للحرف والكلمة وأهلها يشهد لهم التاريخ بأنهم أهل العلم والأدب والفن والشعر والإبداع فكيف تم هذا هل هم معذورون.. نعم إنهم كذلك بل مسموحون لأنهم في تلك اللحظة وقفوا حاملين ألوية العرفان والشكر والتقدير والامتنان لذلك الإنسان الوفي الذي اكتشف إبداعهم عرفهم بأدق تفاصيلهم رآهم رائعون بعطائهم في كل الميادين والأكثر من هذا وذاك وجدهم كنوزاً متناثرة وأخذ يجمعهم حتى صاروا كنزاً واحداً اسمه (جازان الأرض والإنسان) وها هو اليوم يقدمهم للعالم هذا العالم الذي حيا فيه روح القيادة الناجحة والرؤية المستقبلية الواعدة بقوة من التنمية التي لم يسبق لها مثيل هذا العالم الذي وقف احتراماً لأمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود وصفق له الواقع وهو الشاهد في هذه الاحتفالية.

أما (جازان.. الأرض والإنسان) فقد وجدوا ضالتهم التي طالماً بحثوا عنها وحلموا بها وتمنوا على الله الأماني أن يحققها لهم اليوم أو الليلة. هاهي جازان قادمة بأجمل حللها وأزهى أبهاتها توشحت بالجمال وتزينت بالخمائل نثرت عقود الكاد في كل الطرق المؤدية لمهرجانها وألبست الزائرين أكاليل الفل وفرشت الساحات بالبعيثران والشيح والسكب والخزام.. خيرات المنطقة اكتفت منها سلال الغذاء من حبوب وفواكه وخضار وهي تقدم كعنوان ارتبط اسمه بتاريخ المنطقة. أما أبناؤها فقد ارتبط بهم الكرم وهم يقدمون فنجال القهوة العربية التي جادت بإنتاج حبوبها المدرجات الجبلية وأبدع سكانها في طريقة تحضيرها وتقديمها كرمز شرف يعرف به ابن الجبل الأصيل.

ختاماً فإذا كان البرد قد حط رحاله في كل مكان وأخذ الناس يبحثون عن سبل التدفئة عبر الطرق البدائية أو وسائل التقنية الحديثة التي استخدمها الآن هنا في العاصمة الحبيبة الرياض فإن مشاعر الحب والاحترام التي يقدمها المواطن الجازاني على بساط الكرم والتواضع هي اليوم الأكثر دفئاً وهي تبعث في نفوس هؤلاء الزائرين والسائحين الباحثين عن الدفء تحت مضلة السياحة الشتوية وهي أكثر ما يبقى في أذهانهم وتحمله مشاعرهم حتى وإن عادوا إلى قواعدهم التي انطلقوا منها إلى هناك وستضل بالنسبة لهم ذكرى خالدة ولحضات رائعة ومتعة تستحق أن يقف أمامها السائح ويستعيد شريط ذكرياته الجميلة التي قضاها في أحضان الطبيعة الجازينة الخلابة بطبيعتها الساحرة وطبع أهلها الرائعين..

وكل مشتى وجازان الفل.. مشتى.. للكل.

لواء الأمن الخاص الأول بالحرس الوطني بالرياض



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد