لا إله إلا الله والحمد لله، لا إله إلا الله والله أكبر. ينعقد اللسان عن الكلام وتعجز الكلمات عن التعبير ويقف العقل حائراً! هل الدنيا تستحق منا كل هذا العناء، هل الدنيا قصيرة إلى هذا الحد، ألا تفرق بين الشيخ الكبير والطفل الصغير؟ هل تمهل من أقبل على زهرة شبابه؟ هل وقف الموت على باب الجميع؟ أسئلة لا تنفك عن عقلي!!
إن الحياة مليئة بالمسرات التي سرعان ما تنقلب إلى حسرات يملئها الهم والحزن الشديد مصيبة ما أعظمها، حدث أقض مضاجعنا خبر لم أتمن سماعه، يوم الأربعاء 18-3- 1429هـ وافت المنية ابن خالي الغالي (فهد بن دخيل الشايع) شاب في بدايات حياته، فجيعة مؤلمة!! أبكت القلب بحرقة!!! ما أصعب اللحظات التي تتلقى فيها خبر فقد عزيز أو قريب، بعد صلاة المغرب الهاتف يرن... حديثاً لا يسبقه مقدمات صوت متحشرج يكسوه الحزن ويعلوه البكاء، ابن خالك توفاه الله انتقل إلى رحمة الله عز وجل، لا إله إلا الله والله أكبر، إنا لله وإنا إليه راجعون، لم تحملني قدماي جلست بين مصدق ومكذب، أنا أحلم! أتمنى ذلك متى أفيق من هذا الكابوس المزعج؟ لا إنه ليس كابوساً إنها حقيقة، كيف ذلك؟ إنه يعيش زهرة شبابه، يمشي في هذه الدنيا والحياة أمامه، نعم الخبر صحيح رحل إلى ملاقاة ربه، آمنا بقضاء الله وقدره لا حول ولا قوة إلا بالله إنها سنة الله في خلقه..
انتقل إلى جوار ربه، انتقل إلى جوار أرحم الراحمين، انتقل إلى دار البقاء، ترك دنيانا الفانية، لكنه والله على ما أقول شهيد ترك لنا ذكراه العطرة وسيرته الحسنة وأخلاقه العالية، رحل وأبقى ما يتمنى كل من على وجه هذه البسيطة أن يتركه أبقى محبة الناس له، ليس من أفراد عائلته فحسب، بل بين زملائه ومعلميه في مدارس الرائد الأهلية، لقد رأيت بعيني ما يثلج الصدور ويريح القلوب من تقدير زملائه ومعلميه وحبهم له في يوم وداعه، يعجز قلمي عن وصف تلك المشاهد! عبارات تتكسر، دموع تنهمر بكاء من قلب صادق أيدي مرتفعة إلى السماء تلهج بالدعاء وطلب المغفرة له من لدن أكرم الأكرمين، إصرار صادق للسلام عليه وتوديعه قبل الصلاة عليه، توديعه الوداع الأخير في هذه الدنيا..
الله ارزقنا محبتك ومحبة خلقك التي تقربنا إلى حبك.
لم يخطر ببالي في هذه اللحظات العصيبة سوى والديه وإخوته، أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، كما أسأله بعظيم سلطانه وجبروته أن يجبر كسر والديه بفقد ابنهم الأكبر وأن يملأ أعينهم بالنظر إليه على سرر متقابلين في جنة رب العالمين وجميع المسلمين، كما أدعوه سبحانه بأن يثبت إخوته وأخواته وأن يصلحهم ويعوض والديهم فيهم خيراً إنه ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم اغفر (لفهد الشايع) غالينا وغالي والديه، اللهم ارحمه وعافه واعف عنه ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم آنس وحشته في قبره واجعل قبره روضة من رياض الجنة وجميع المسلمين يا مجيب الدعاء اللهم آمين.