Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/02/2009 G Issue 13296
الأحد 27 صفر 1430   العدد  13296
الرس ماض تليد ومستقبل مشرق
محمد بن سكيت النويصر

 

الرس: هذه المدينة الحالمة التي تعتبر كبرى مدن منطقة القصيم هذه المنطقة التي تعتبر جزءا من الوطن الغالي المملكة العربية السعودية.

الرس تقع على ضفاف وادي الرُّمة العملاق أرضها منبسطة تقع على مفترق عدة طرق من جهاتها الأربع الغربية والشرقية والجنوبية والشمالية مما أتاح لها أن تكون مدينة تجارية ويقصدها الكثير من المجاورين لها لفرص شراء حاجياتهم، وتصدير بضائعهم على اختلاف أنواعها.

في الرس سطر التاريخ ملاحم وبطولات، كيف لا وهي جزء من الوطن العزيز الذي يزخر بالبطولات وذلك عرف عن أبنائه على مر التاريخ في الرس لمعت أسماء لرجال سطروا التاريخ بما يتميزوا به من شجاعة وإقدام، رجال بنوا مدينتهم وحصنوها آنذاك حيث السلب والنهب رجال سطر التاريخ مواقفهم البطولية كلهم يد واحدة وكلهم على قلب رجل واحد يتفانون في خدمة مدينتهم والحفاظ على مقدراتها وإن كان قليلة آنذاك.

رجال يستحقون هذه الكلمة بما تميزوا به من صبر وجلد وحنكة ودهاء وحسن تصرف وتقدير للمواقف.

كان أولئك الأبطال كلهم يدا واحدة ضد كل الغزاة الذين يحاولون مس شعرة من أحدهم أو ينتهك عرضهم أو يدنس شرفهم رجال يقفون في وجه أي معتد بكل ما أوتوا من قوة، يبنون مدينتهم ويشيدون حصونها بأنفسهم وبجهد هو همهم أن يبقوا مرفوعي الرؤوس رغم قلة الإمكانات آنذاك.

بدأت الرس كسواها من المدن عبارة عن مورد ماء ثم نمت وتطورت وكثر سكانها وفي عام 1200هـ وعام 1230هـ علم أهل الرس بقدوم حملة غازية تقصدهم فشمروا عن ساعد الجد وأقاموا سورا حول بلدتهم حصنوه بها على طريقة الحصون والأسوار التي تقام آنذاك وبذلك رجع الغزاة وكيدهم في نحورهم وصمدوا أولئك الرجال في وجه تلك الغزوات التي تفوقهم عددا وعدة، ولكنها عزيمة الرجال وقوة بأسهم، وصدق عزيمتهم وتفانيهم في الدفاع عن ممتلكاتهم والتاريخ يشهد بذلك فقلبوا صفحاته.

وقد تقدم أولئك الرجال أفذاذ فدوا أهليهم بأرواحهم وكانوا في المقدمة دائما، مما أشبه أولئك بالحلقة المفرغة التي ليس بداية ونهاية فهم متساوون في الشجاعة والبطولة والإقدام والإخلاص. يحدوهم الأمل أن تسلم مدينتهم من كل شر ويعيش أهلها بأمن وأمان وذلك وربي الحب الذي لا يماثله حب إنه حب الوطن حب قائم على الإخلاص والوفاء الذي يترجم إلى بطولات وإقدام في الرس تتذكر تلك البطولات والملاحم التي سطرها أبطال اختلفت أسماؤهم، وأسرهم، وقبائلهم ولكن اتحدت قلوبهم ووضعوا أيديهم بأيدي بعض، وقلوبهم راضها الحب والود والإخلاص فكانوا كرجل واحد ضد كل معتد يحاول المساس بهم، وحق لهم أن يسطر التاريخ بطولاتهم تلك بمداد من ذهب، وأسماؤهم تزين المجالس والمنتديات، وتطير بها الركبان، وتجدها على صفحات التاريخ نتذكرهم كلما قلبناها. الرس مرت بها تلك الأحداث وانتهت بحمد الله بدون رجعة حيث استقرت الأحوال وساد الأمن والطمأنينة أرجاء الوطن بفضل الله ثم بفضل ذلك البطل المجاهد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود المؤسس لهذا الكيان طيب الله ثراه، وأصبحت الرس هذه المدينة الحالمة ضمن تلك المنظومة الكبيرة في هذا الوطن العزيز.

الرس حظيت بزيارتين للمؤسس الملك عبدالعزيز حيث كان يقف على احتياجات أبناء شعبه ويتفقد الأوضاع بنفسه، فكان لأهل الرس الموقف البطولي الرائع عندما زارهم القائد الفذ عبدالعزيز فكان لقائه بهم لقاء بطوليا برهن على التلاحم بين القائد والرعية.

وكذلك حظيت الرس بأربع زيارات للملك سعود غفر الله. جاءت تلك الزيارات ضمن النهج القويم الذي أسسه الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - لأبنائه من بعده في تفقد الرعية والاهتمام بشؤونهم والوقوف على احتياجاتهم وتوالت بعد ذلك زيارات أبناء المؤسس للمدينة أسوة بغيرها من مدن المملكة رحم الله الأموات وأسكنهم فسيح جناته وحفظ الأحياء وأمدهم بعونه وتوفيقه.

وفي هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهم الله - أخذت المدينة نصيبها في كافة المجالات خاصة الخدمية منها، استكمالا لما حظيت به في عهد من سبقهم من ولاة أمرنا وهي تحظى بعناية واهتمام المسؤول الأول بالمنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز وفقهم الله لكل فلاح وصلاح.

حيث امتد العمران فيها وتعددت أحياؤها، واتسعت رقعتها، وأخذت بحظ وافر مما شمل كافة أرجاء الوطن العزيز بتوجيهات القيادة الرشيدة.

هذه الرس في الماضي كانت موردا للماء يسقي منه أهلها والمارون بها من عابري الطريق وها هي اليوم محافظة قائمة تضع نفسها في مصاف محافظات منطقة القصيم إحدى المناطق القائمة في هذا الوطن الكبير (المملكة العربية السعودية) وقد تجاوزت المدينة حدود سورها القديم بعشرات المرات، حيث انتهى دور ذلك السور بما أنعم الله على هذا الوطن من الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار بفضل الله ثم بفضل القيادة الرشيدة لهذا الوطن.

فحمدا لله على ذلك ثم شكرا لولاة أمرنا على رعايتهم وحسن قيادتهم وحنكتهم التي قادت الوطن إلى بر الأمان في خضم هذه الأحداث المؤلمة التي تعصف بالعالم من حولنا.

سلمت وطني يا أغلى وطن، ويسلم ربان السفينة الأفذاذ من آل سعود.

اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين.

مدير المعهد العلمي بمحافظة الرس - جامعة الإمام



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد