Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/02/2009 G Issue 13296
الأحد 27 صفر 1430   العدد  13296
جمعية (سند)
إبراهيم بن سعد الماجد

 

إن كثرة الجمعيات والمؤسسات الخيرية في المجتمع دليل وعي، ومؤشر إيجابي يوحي بأن المجتمع يتجه نحو التكامل بين أفراده ومؤسساته.

ولو نظرنا إلى الجمعيات التي تأسست خلال عقد واحد فقط أي منذ عام 1420هـ إلى اليوم لوجدنا أن العدد تضاعف مرات عديدة عن العقد الذي قبله، وهذا كما أسلفت مؤشر إيجابي، فالمجتمع في حاجة إلى مؤسسات المجتمع المدني خاصة في هذا الوقت أكثر منذ قبل.

ومن هذه المؤسسات الفاعلة والتي لها جهود واضحة وتتميز بجودة التنظيم ودقة المتابعة من قبل المسؤولين عنها وعلى رأسهم سمو الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز جمعية (سند) التي تأسست عام 1423هـ وهي جمعية غير ربحية هدفها دعم مراكز سرطان الأطفال في المملكة بما تحتاج له من موارد مالية أو عينية وتقديم خدمات اجتماعية وإيوائية للمرضى وذويهم المحتاجين، بالإضافة إلى إعداد برامج التعليم والتثقيف للمرضى وذويهم عن مرض سرطان الأطفال، وكيفية التعامل معه، هذا المرض الذي كما تقول الدراسات إنه يصيب ما يقارب من ألف طفل سنوياً في المملكة، ونعني بالطفل من هو أقل من ثلاثة عشر عاما، وأكثر أمراض السرطان انتشاراً عند الأطفال سرطان الدم.

لقد قامت جمعية (سند) وعلى الرغم من قصر عمرها بمجهود في هذا المجال يذكر فيشكر وما كان له أن يكون، لولا هذا الإخلاص والشعور بالمسؤولية والتفاني في تقديم كل ما من شأنه وقاية فلذات الأكباد من هذا المرض الخطير خاصة إذا علمنا أن نسبة الشفاء من هذا المرض تصل إلى 70% عند الأطفال إذا بوشر في علاجه، وأخذ العلاج المناسب في الوقت المناسب.

وجهود هذه الجمعية لا تقتصر على مد يد العون للعلاج فقط بل تتجاوز ذلك إلى محاولة بقاء هذا الطفل مواصلاً لتعليمه، من أجل أن يبقى كما هو قبل المرض وليكون بعد شفائه بإذن الله جنبا إلى جنب مع زملائه بدون أي تأخير، وأيضاً لهذا الجهد المبارك إن شاء الله، مردود نفسي على الطفل، وكما هو معلوم فإن جزءاً أساسياً من علاج مثل هذه الأمراض هو في حقيقته علاج نفسي.

إن الإخلاص في العمل مطلب شرعي قبل أن يكون مطلباً وطنياً، فما بالك إذا كان هذا الإخلاص لخدمة فئة قلت حيلتها، وضاقت بها الأرض بما رحبت، وهي ترى فلذة كبدها يعاني من قسوة المرض، وتقف عاجزة عن عونه وإغاثته لضيق ذات اليد..؟

إننا إذ نبارك لهذه الجمعية والقائمين عليها نجاحاتهم الإنسانية المتميزة، لنهيب بالموسرين من أبناء هذه البلاد المباركة، الذين عهدناهم أهل خير وبذل، أن يقفوا معها من أجل استمرارها في أداء رسالتها، خدمة لهؤلاء الصغار الذين نهش المرض أجسادهم الطرية، ولنرسم البهجة على شفاهم الغضة، وكي لا يحرموا من التمتع بأزهى سنوات أعمارهم المديدة بإذن الله.

تحية لكل عامل وعاملة في هذه الجمعية، والله نسأل أن يجعل ما يقومون به في موازين أعمالهم الصالحة يوم لا ينفع مال ولا بنون.



Almagd858@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد