Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/02/2009 G Issue 13296
الأحد 27 صفر 1430   العدد  13296
نوافذ
ما يلي
أميمة الخميس

 

تقترب التغيرات الوزارية التي قامت الأسبوع الماضي من المفصل التاريخي، أو لربما هي حركة بيضاء مصغرة داخل مسيرة الإصلاح.

فهي في البداية قامت داخل وزارات خدمية متصلة بحاجات جماهيرية حيوية وحساسة، على مستوى آخر قائمة المعوقات والصعوبات المتعلقة بتلك الوزارات طويلة ومتراكمة عاماً إثر الآخر دون أن يصاحب ذلك حلول جذرية من الممكن أن تلبي طلبات محيط شعبي يجأر بالشكوى.

ومع الخطوة الأولى التي سيدلفها أصحاب الحقائب الوزارية إلى مواقعهم سينطلق أمام أعينهم عروضات السيرك القديم، بجميع شخوصه وأكروباته والمساحات التي اعتاد على أن يتحرك داخلها.

- سيتقدم في البداية المتحذلقون والمهرجون الذين لطالما سكبوا ماء الوجوه على بلاط المصالح، بأبواقهم وقرودهم وطبولهم، وبطرف خفي سيبدؤون التفرس في جسد الحقيبة الوزارية ليحددوا موقع الكتف التي سينهشونها، والممر الخفي الذي سيضربون عليه شبكتهم التي هي عبارة عن شبكة من الأعشاب الطفيلية الضارة اعتادت على التقوت بالفتات والمخلفات.

- فإذا توغل الوزراء الجدد بخطوات أكثر داخل وزارتهم سيصادفهم النائحون واللاطمون الذين يجأرون من سوء الوضع القائم دون أن يعوا بأنهم هم جزء من هذا السوء، إن لم يكن السوء كله، وسيرفعون القوائم والمشاكل والبرامج المتوقفة، والبرامج التي أقيمت ثم حيدت، وقوائم بمنجزاتهم وعبقريتهم وخططهم الاستراتيجية والأماني والطموحات والأخيلة والهلاوس والأحلام كصفحة بيضاء ضد اتهام محتمل من الممكن أن يجول في خاطر الوزير الجديد ضدهم.

- فإذا انفضت الجوقة وانطفأ الغبار عندها سيتسلل خلسة في الظلمة الواشون والنمامون والمشاؤون بالسموم لبثها في شرايين المرحلة، أولئك العاجزون عن العمل والإبداع ويزعجهم إبداع الآخرين وسيتربصون بقائمة أعدائهم من الناجحين أو الذين يحاولون أن يخلصوا لمناصبهم أو حتى أولئك الذين رفضوا أن يفتحوا آذانهم لسمومهم.

- وفي الصفوف الخلفية سيقبع مرتجفاً خائفاً (قبيلة الروتين) وأبناؤها وحفدتها، وجميع الذين قبضوا على المنصب بدون موهبة أو مهارة فقط لأنهم يعرفون فلاناً أو ينتسبون بقرابة لفلان، أولئك الذين يعملون بنسبة 5% من قدراتهم والمهام الملقاة عليهم بينما بقية ساعات الدوام تتفتت بين السوالف والجرائد والاختفاء المفاجئ بعد صلاة الظهر، بالطبع هؤلاء سيرعبهم التغيير لأنه قد يتقاطع مع وعيهم مع مسلماتهم، ومع الواقع المدجن المألوف المسالم الذي اعتادوه وهم على غالبية الظن يقاربون في نسبتهم 70% من المجتمع الوظيفي.

هذه الممرات الملغمة التي سيخطو داخلها أصحاب الحقائب الوزارية حتما سيصبح المشهد كئيباً مخيفاً وقابضاً داخلها........ ولكن حتماً بداخل العتمة ستكون هناك طاقة ينسكب منها ضوء الأمل والتفاؤل والوطنية.... والإرادة الحقيقية المخلصة في التغيير.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد