عمار لم ينته فإذا بمجموعة من الإخوة أطلقوا على أنفسهم اسماً موحداً، لم يهاتفوني وإنما راسلوني، عن طريق مربية فاضلة هي واحدة ممن أثق في حرصها أن يكون لها دور فاعل في هذا الموضوع. قالت سطورهم ما يلي في حصر بعض أهم قضايا الشباب وتحت كل عنوان، وعند المراحل الدراسية التي أوردوها يمكن الوقوف والبحث فيما وراء كل مؤشر بحروفه التي شكلت أمامي خيوطاً نحو مكامن القضايا، يقولون:
(نحن طلاب المرحلة المتوسطة نعاني من ثقافة العقاب المدرسي، فمعلمونا لا يضربوننا وإنما يحملون العصا ليخيفونا ويرهبونا، فيهرب تفكير أكثرنا تمرداً على هذه القوة الخارجية بقوة داخلية تكمن في الاهتمام بما يعزز لدينا أننا قادرون على اتخاذ قرارنا، هذا الهروب يتم نحو استخدام الجوالات, والسيارات، والألعاب المفيدة وغيرها، بل التفكير فيما هو أبعد نحو التعرف على الجنس الآخر عن هذه الوسائل، لأننا نفقد احترامنا لمعلمينا الذين لم يكوّنوا علاقات احترام بيننا وبينهم، فالخوف منهم يولد الرغبة في تحديهم، ولأننا أيضاً لا نجد نشاطات تستحوذ على اهتمامنا وطاقاتنا، حتى حصة الرياضة في المدرسة فهي واحدة في الأسبوع فكيف ننفس عن طاقاتنا؟.. أما المكتبة المدرسية فغائب دورها مع عبارة (خلي الكتاب يا ولد). ولضعف الوازع الديني الذي لم تستطع حصة تحفيظ القرآن أن تزرعه في نفوس أكثرنا فإننا نحمي أنفسنا بالقوة العضلية وتحديداً من يتمتع بها ممن لم يجد عوض احتواء البيت في المدرسة والعكس، لذا تنتشر بيننا السلوكات غير المنضبطة.. وهذه ظاهرة عامة ليست خاصة ولا ينجو منها إلا القلة).