Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/02/2009 G Issue 13296
الأحد 27 صفر 1430   العدد  13296
هذرلوجيا
الاتجار بالدم!!
سليمان الفليح

 

قد يستغرب القارئ الحصيف هذا العنوان المثير الذي قد يستهجنه قبل الإفصاح عن تفصيله وقد يظن أنه يحدث في بقعة أخرى من بقاع هذا العالم الموار بالعجائب مثل الاتجار بالبشر وشراء الأطفال وبيع بعض أعضاء الجسد ولكن الحقيقة المؤسفة الصارخة تقول إن هذا يحدث في بلاد المسلمين وفي أعز البلدان وأطهرها ونعني بذلك مملكتنا الغالية!! - أي نعم - أما كيف يحدث ذلك فإن الطمع والجشع والاحتيال على الأخلاق والشرع والعادات أصبح يدفع (بعض) المواطنين الذين ابتلوا بقضايا الدم لأن يطلبوا أرقاماً خيالية من النقود لقاء التنازل عن حقهم في تنفيذ حكم الشرع وإعتاق رقبة القاتل وفوق ذلك يقولون تنازلنا لوجه الله!! مع أنهم يطلبون مبالغ قد تجاوزت ال (20) مليوناً ولربما تعدت ذلك إلى (40) مليون ريال لقاء التنازل!

وهم يقصدون بذلك تعجيز أهل القاتل والوسطاء والشفعاء والجاهة التي تسعى طلباً للأجر في التصالح والعفو مع أن هذا المبلغ التعجيزي يلزم الجاهة والوسيط وأهل القاتل ولكم أن تتصوروا أي اعتاق هذا وهو يستعبد رقاب أهل القاتل وقبيلته ومعارفه من أجل توفير هذا المبلغ الهائل الكبير ولزمن طويل؟

***

وهذه الظاهرة التي لا تمت لتسامح الإسلام بصلة قد أصبحت وللأسف الشديد تتكرر وتزداد ضخامة يوماً بعد يوم. الأمر الذي أزعج وسطاء الخير وحدا بخادم الحرمين الشريفين مليكنا المفدى يحفظه الله أن يطلب من المشايخ والعلماء أن يتفقوا على الأقل - لتحديد المبلغ الأقصى للتراضي بعد أن بلغ السيل الزبى وأصبحت ظاهرة الاتجار بالدم بهذا الشكل المغالي الذي يتعدى الدية الشرعية والتراضي المعقول، أقول أصبحت ظاهرة جديدة لتشويه الإسلام مثلها مثل اللجوء للعنف بحجة نشر الإسلام على الرغم ما عُرف عن هذا الدين الحنيف من السماحة والجدل بالتي هي أحسن والجنوح للسلم والعفو عند المقدرة، لذا فإننا نرجو هنا تفعيل هذا التوجيه النبيل من مليكنا المفدى وتطبيق المعقول منه على أرض الواقع لأن التراضي بالتعجيز يعد امتداداً للثأر لا إخماداً له بل يعمّق البغضاء بين الناس ولترحموا الناس يرحمكم الله ان الله عفو رحيم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد