ما زلت أذكر زيارة خاصة قمت بها لوكيل وزارة الإعلام الدكتور الشاعر: عبد العزيز خوجة، حينما كان معالي د. محمد عبده يماني وزيراً للإعلام. كان الحديث عن الشعر- في تلك الزيارة- هو سيّد الجلسة، خاصة حينما انضم إليها الشاعر (مطلق الذيابي) -رحمه الله- .لقد ذهب الموضوع الذي كان سبباً لتلك الزيارة أدراج رياح الحديث عن الشعر العربي، قديمه وحديثه، ولذلك كانت جلسة مميزة. ثم شرّقت بنا الأيام وغرّبت، وإن كان التواصل الأدبي الشعري قد ظلَّ قائماً بين الفينة والأخرى، يتمثَّل في مكالمات هاتفية تمت في أوقات متفاوتة مع السفير السعودي في المغرب العربي الدكتور (عبد العزيز خوجة) تعلقت في بداياتها بأمور عملية متعلقة بتأشيرات وما شابهها، ثم انصرفت إلى الحديث عن الأدب والشعر، بل والاستماع إلى مقطوعات شعرية رقيقة كرقة تعامل (عبد العزيز خوجة). ثم أصبح الشاعر الدبلوماسي الرقيق سفيراً للمملكة في لبنان، وغاص في هموم أعمال السفارة في بلد تثور فيه أمواج سياسية تحتاج إلى هدوء وسعة صدر، وانصراف ذهني كامل.
|
انقطعت الاتصالات واللقاءات، إلا ذلك اللقاء الذي كان في القسم الخاص بمعالجة خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - في المستشفى التخصصي بالرياض، مع عاشق الأدب والثقافة سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولكنه كان لقاء عابراً وسط زحام من الزائرين.
|
ومرت الأيام بنا مفعمة بالأحداث والتغيرات الهائلة التي جرت في هذا العالم، خاصة في عالمنا العربي، ولم ألتق بالدبلوماسي الشاعر الذي أصبح منذ يوم 19 صفر 1430هـ وزيراً للثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية، إلا من خلال تصفحي لبعض دواوينه التي أرسلها - مشكوراً - هدايا شعرية رقيقة حينما كان سفيراً في المغرب العربي (عذاب البوح - حلم الفراشة - الصهيل الحزين - أسفار الرؤيا - إلى من أهواه - قصائد حب) ومعها دراسة نقدية بعنوان (من السلوكي إلى الإشراقي في قصيدة أسفار الرؤيا للشاعر عبد العزيز محيي الدين خوجة) وهي دراسة لناقد مغربي.
|
كل ذلك جميل يا معالي الوزير، والأجمل منه أن نراك قائداً لوزارة أنت أدرى بأهميتها؛ لأنك عاصرتها في مراحل متعددة وعشت في أعماقها، وإن كان هنالك فرق كبير بين الوزارة حينما كنت وكيلاً لوزيرها، والوزارة اليوم فقد أصبحت تحمل هموم الثقافة إلى جانب هموم الإعلام، ويا لها من هموم جسام ويا لها من أمانة عظيمة. صديق الشعر والكلمة الرقيقة، والأدب، والخلق الحسن، وزير الثقافة والاعلام، يقول لك صاحبك الذي تسعده إذا تواصلت معه بمودتك وتقديرك وإحساسك الشعري الأصيل: إنك الآن في موقف تحتاج فيه إلى التأمل والتفكير، وإني لأنثر في طريق وزارتك وروداً من الدعاء الصادق أن يرشدك الله إلى الخير وأن يوسع بوجودك دائرة الرؤية الإسلامية الصافية إعلاماً وثقافة وأدباً.
|
إشارة: يقول الشاعر عبد العزيز خوجة:
|
سبحان ربي في علاه وفي سناه |
أسرى بقلبي من ثراه إلى مداه إلى رؤاه |
|