لن أتحدث في هذا المقال عن عطاء خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ولا عن خيرات أياديه البيضاء التي تركت بصماتها في حياة الكثيرين من أبناء الشعب السعودي وغيرهم، ولن أتحدث أيضاً عن رجاحة عقله وسماحته وعفوه عمن يسيء إليه بسبب الحقد والحسد، نتيجة حب شعب له وحبه لهم وعبر نظرته للأمور، لكنني سأتحدث عن قراره الجريء الذي أسعد الكثيرين والكثيرات من أبناء الشعب، خصوصاً منسوبات التعليم، بتعيين أستاذة وموظفة وزميلة عمل في منصب قيادي يعد الأول من نوعه، واختيار موفق لم يركز على أعلى الشهادات، بل ركز على الخبرات العملية المتنوعة وسنوات الخدمة التي تصقل فكر الإنسان وتنوع في عطائه، وتزيد من إبداعه. إننا لا نحلم بأكثر من ذلك، فيكفينا فخراً نحن النساء أن نجد التقدير والاحترام من الرجل القائد والرئيس والزوج والأب والأخ، ولا أظن أن المرأة التي تعرف قيمة الأسرة، ودور كل أم في محيط أسرتها أن تحلم بأن تكون ذات يوم وزيرة بدل أخيها الرجل في أي مرفق حكومي آخر، فلنترك للرجل تحمل ثقل ومهام الوزارة فهو الأقدر لمقاومته على تحمل الأصعب، ولتبقى المرأة لتساعد الرجل في كل ما يتعلق ويخص المرأة لأنها الأقدر على تقدير ظروفها من الرجل في أشياء كثيرة.
الأستاذة نورة الفايز أو بمعنى أقرب الأخت نورة الفايز التي استطاعت أن تحصل على ثقة وتقدير والدنا ووالد الشعب، نريد أن تكون نوراً مشعاً في كل بيت موظفة، نريد أن يكون نورها مضيئاً في سماء قطاع التعليم، وأن يكون لامعاً في حياة كل موظفة تنتسب لهذا الصرح التعليم التربوي البناء والهادف.. نورة التي نريد أن يكون اسمها اسماً على مسمى كما يقال في الأمثال.. فكما نأمل أن تكون نوراً بعطائها في سماء المرأة السعودية الملتزمة المتواضعة التي لا تجذبها إغراءات الكرسي مهما كان رفيعاً، ولا يغيرها المنصب بما له من مميزات وقوة، وكما أخذت من اسم عائلتها الفوز وفازت بمنصب ولقب أول امرأة سعودية تتولى منصب نائب وزير التعليم، نريد بل نتمنى لها فوزاً دائماً ونجاحاً باهراً بكل المقاييس، في كل شيء تضع يدها الحانية عليه، ويصدر منها، باعتبارها امرأة مميزة عن أخيها الرجل، بالرقة والحنان والعطف، يحكمها العقل والمعاملة العادلة والإنصاف بلا تمييز أو تحيز لإنسان دون آخر إلا بالحق، نحلم.. ونأمل.. ونطمح أن يكون نورها وفوزها نوراً تسير على هداه كل امرأة تطمح لمنصب قيادي نسائي تنجح فيه أكثر من الرجل، مهماً كان صغيراً لكن يكون له صلة بكل ما يخص المرأة، كما نطمح أن تكون هناك مناصب قيادية نسائية تستطيع المرأة من خلالها إنهاء أعمالها عن طريق مكاتب نسائية دون الاضطرار للجوء إلى توقيع ولي الأمر أو التوقيع من الإدارة الرجالية في بعض الأمور البسيطة ولا ننسى أن النساء بلا رجال لا شيء، لكن ليس في كل الأمور.
أتمنى كل التوفيق والنجاح لنائبتنا الجديدة، وكل الشكر والتقدير والدعاء الخالص لخادم الحرمين الشريفين، ونصير الإنسانية بطول العمر والصحة والعافية.
amel_m@gawab.com