Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/02/2009 G Issue 13296
الأحد 27 صفر 1430   العدد  13296
ممر
(بنت البلد).. نورة..!
ناصر الصرامي

 

نحن أمام أهم خطوة لوضع صورة ذهنية متطورة عن شخصية المرأة السعودية داخلياً وهذا الأهم، وخارجياً وذلك يحدث تلقائياً.

نحن أمام تشكيل قدوة وحلم رائع للبنات في مقاعد الدراسة ومكاتب العمل، فالطريق مفتوح الآن لطموح مشروع، حيث الفرص متاحة في أكثر من موقع ومجال، والطاقات والإمكانيات محفزة لتحقيق المرأة لأهداف مشروعة في الحياة وتجاوز العوائق التقليدية ووهمها.

البداية من التعليم، فقد أصبحت نورة الفائز أول نائبة لوزير في تاريخ البلاد، إلى جانب أسماء مهمة تشكل فريق عمل التعليم، فريق قوي أمامه مشروع كبير، مشروع الملك لتطوير التعليم العام، مما يضاعف المسؤولية، فكل شيء جاهز الآن للإنجاز والتطوير، والكل يترقب النتائج. النائبة التي تلقت الخبر في مكان ما في ربوع بلادي، كما قالت في حوار للزميلة (الوطن)، تمثل بجدارة شخصية المرأة السعودية التي تعيش في عائلة داعمة لها بثقة وحب، لبناء شخصية قوية ومنتجة ومساهمة، تؤسس لفرص وتشارك في توفيرها.

ونائبة الوزير نورة الفايز التي تبرعت بالنخاع الشوكي لأخيها، اقتربت أكثر لابنتيها (سارة) و(مشاعل) طالبتي الثانوية، الملتحقتان بمدرسة حكومية، وهنا أرجو أن تبقيهن في

المدرسة الحكومية لتكون أقرب للواقع العام باستمرار، بعيداً عن أجواء المدارس الخاصة، وأن تعلن ذلك، وهي تجسد حلم قريب المنال للمرأة، لتكون وزيرة وعضو مجلس شورى.

الأسرة بكاملها تقف خلف وصولها لأعلى منصب تحتله امرأة في المملكة، فالزوج له دور مهم، و ظل يردد: (يا أم بدر لا تشيلين هم، إيدي بإيدك، أهم شيء تؤدين الدور الذي عليك وأنتي مرتاحة نفسياً).

أما العائلة الأساس (الأب والأم)، فدعواتهم لم تتوقف لها بالتوفيق، ويكررون:(نحن من ورائك).

ورد الفعل الاجتماعي كما تنقل النائبة كان إيجابيا:(كلها كلمات جملية ودافعة وقوية ).

- ماذا يعني هذا..؟

يعني، أن بنت البلد التي تصر على مسيرتها العملية الملتزمة والجادة وكسب حقوقها الطبيعية. ستكتشف أن أقرب الناس إليها هم أكثر من يقف خلف انطلاقتها ويدعمها، وإن تردد أو تخلف البعض، فأنها بإصرارها وارتقائها، ستكون وحدها من ينتزع الاعتراف بها كشريك في الحياة والوجود.

كما أن كل الناس والمجتمع، ليسو أعداء دائمين للمرأة بالضرورة، وحين يجدون نماذج تمثل العائلة السعودية في بنائها الأصيل والطبيعي، فأنهم لا يلتفتون إلى الضنون التي تبث، والعبارات المعلبة التي تلقى كأحكام عامة ظالمة، والشكوك التي تنشر كأشواك حادة في طريق مسيرة المرأة السعودية.

اليوم أصبح لدى الطالبة والفتاة والمرأة أمل جديد متاح، وفسحة مستحقه لشراكة حقيقة في وطن للجميع، يدير دفته نحو المستقبل باقتدار نادر الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

إلى لقاء




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد