أنشئت وزارة الإعلام في عام 1382هـ الموافق 1962م بموجب مرسوم ملكي كريم، ومنذ ذلك الحين وحتى عصرنا هذا قامت هذه الوزارة بتحمل مسئولية الإعلام السعودي الذي يسير على أسس واضحة ومعايير ثابتة تتسم بالتعقل والموضوعية والبعد التام عن المهاترات والمبالغات والترفع ..
عن كل ما يسيء للعالم والفرد والمجتمع والاهتداء بالشرع والعقيدة والدعوة إلى الله والدفاع عن الدين والإسلام والقضايا التي تخص وتهم العالمين الإسلامي والعربي والوقوف إلى جانب الحق والعدل والمساواة ومناهضة التفرق والعنصرية. والإعلام كما هو معروف هو الذي يعطي الصورة الحقيقية للأمم والحضارات بعيداً عن التمجيد والتعظيم والتملق وإعلامنا بلا شك هو الذي ينشر الفضيلة والأخلاق الحسنة حتى إن إعلامنا كما نتخيله يعتبر وسيلة للمحبة والتقارب وبث روح الوطنية في نفوس أبناء المجتمع بعيداً عن التعصب الأعمى ولا يقتصر دور الإعلام الذي نشاهده ونسمعه ونقرؤه على ذلك فقط بل تعدى إلى أكبر وأفضل فقضايا المجتمع والمحافظة على القيم وحفظ التراث ومواكبة الأحداث هي مسئولية الإعلام ومن أهدافه السامية. فوزارة الثقافة والإعلام ليست مسئولة عن البث التلفزيوني والإذاعي فقط ولكنها تعد رافداً مهماً من روافد الخير والعطاء الداعم للمواطن وإتاحة الفرصة له للتعبير عن رأيه بحرية في إطار قيم المجتمع والمعتقدات الإسلامية المتحدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك السياسة العامة للدولة!!
ومع تطور الزمن فإن إعلامنا يتطور ولكن هذا التطور لا يعني في أي حال من الأحوال إهمال جوانب مهمة من تاريخ وتراث وأمجاد هذه البلاد ورجالها وشيمها ومكارم أخلاق أهلها ومواقفهم وموروثهم الذي يعتبر جزءاً مهماً من تاريخ هذه البلاد، نعم الأجهزة المتطورة لا تكفي على الإطلاق فهي وسيلة من وسائل تحقيق كل الأهداف التي يبحث عنها المواطن.
وللانصاف فإن وزارة الثقافة والإعلام منذ تأسيسها وإلى الآن أعطت للتراث والموروث وللشعر ولأهله أهمية لا ينكرها إلا جاحد وكل الدورات الاذاعية والتلفزيونية منذ ذلك الوقت لا تخلو هياكل الدورات البرامجية مرئية ومسموعة من برامج ترتبط بالتراث والشعر والفن الشعبي والموروث الشعبي؟
ومع كثرة القنوات والوسائل الناقلة للشعر والمسابقات الشعرية والاهتمام الزائد بالشعراء، نجد أن السواد الأعظم من هؤلاء الشعراء والمتسابقين هم من المملكة العربية السعودية ارغموا وقد توجهوا لهذه القنوات رغم ادراكهم انها تمثل خطراً على ثقافتهم لانها ببساطة تكرس مفهوم العنصرية في مسابقاتها وبرامجها حتى أن بعض الشعراء ومن أجل المشاركة تركوا أعمالهم الرسمية وضحوا بها أضف إلى ذلك ان شاعرات سعوديات ذهبن خارج الحدود تاركات بيوتهن وأطفالهن ليشاركن في مسابقات الشعر!!
هؤلاء الذين ذهبوا وشاركوا يدعون بأنه لا توجد لهم فرص مماثلة في التلفزيون السعودي وكنا نلومهم ولكننا نفاجأ بأن الدورة التلفزيونية والتي بدأت في غرة محرم 1430هـ هذه الدورة لم يدون في هيكلها أي برنامج شعري يحتوي هؤلاء الشعراء والشاعرات ويقدم قصائدهم التي تتحدث عن حب الوطن وعن قضايا المجتمع وعن محاسبة كل الظواهر السلبية ومنها الإرهاب والتحدث بالشعر عن مكارم الأخلاق. بعيداً عن التعصب والمفاخرة التي نشاهدها ليلياً عبر القنوات التي احتوت الشعراء السعوديين وفتحت المجال لهم ليتحدثوا بقصائدهم بعيداً عن الرقابة واطلقوا العنان بقصائد لا تفيد المجتمع ولا تمثل ولو بنسبة ضئيلة أهدافه وغاياته النبيلة.
ومع يقيننا بأن معالي وزير الثقافة والإعلام سينظر إلى هذه القضية نظرة المنصف الذي يريد لتراث وطنه وموروثاته الشعبية أن يستمران بكل شموخ وحتى لا ينطفئ هذا التراث وهذا الأدب ما المانع لو أوجدت الوزارة مسابقات شعرية ترصد لها جوائز قيمة لدعم وتشجيع الابداع وأهله من شعراء وشاعرات وبالتالي مساهمة الجميع في قصائد لها علاقة مباشرة بكل القيم الفاضلة التي كانت ولا زالت تتحلى بها هذه البلاد وبالتالي نضمن عدم هروب شعراء الوطن إلى خارج الحدود ونؤمن أيضاً بإعادة البرامج الشعرية لأنها هي الرافد الوحيد والمتحدث باسم تراث الوطن المجيد.
إنها دعوة إلى معالي الوزير مع ثقة بتجاوبه معها.
شاعر وإعلامي