Al Jazirah NewsPaper Saturday  21/02/2009 G Issue 13295
السبت 26 صفر 1430   العدد  13295
نبض الحرف
كفة النصر (هي) الأرجح..!
عبدالواحد المشيقح

 

لأول مرة يجمع النقاد الرياضيون على أن عودة النصر لمنافسة الهلال من جديد ستكون من خلال مواجهة بعد الغد في المباراة المؤهلة لنهائي كأس سمو ولي العهد.. ولأول مرة أيضاً -أعني عما يزيد عن العشر السنوات الأخيرة- يتضح بأن النصر قادر هذه المرة من مباراة الاثنين على مجاراة الهلال.. وأكثر المتفائلين تفاؤلاً يرى أن عودة النصر لمنافسة الهلال في مواجهتهما القادمة وشيكة لعدة أمور..!

أهمها تفوق الفريق النصراوي على ظروفه التي صنعها بعض النصراويين أنفسهم.. وقدموا لنا كرة جميلة وممتعة للغاية مؤكدين أن الفريق قادم للساحة.. وأنه في طريق العودة للتوهج.. وهذا ما أظهره الفريق النصراوي من خلال مباراته الأخيرة أمام الاتحاد سواء في كأس سمو ولي العهد أو قبل ذلك في كأس الأمير فيصل.. وما تجاوزه لتلك المباراتين من أمام فريق كبير مثل الاتحاد إلا دليلاً حياً على أن النصر استعاد عافيته..!

ومن عوامل توقع عودة النصر لمنافسة الهلال أيضاً.. التكامل الكبير في صفوف الفريق.. فبعد اكتمال نصابه القانوني من اللاعبين الأجانب الذين يعتبرون جيدين إذا ما قورنوا بأشباه اللاعبين الذين استقدمهم النصر في المواسم الماضية.. هذا فضلاً عن استقدام الكويكبي الذي أضاف للفريق فنياً أموراً كثيرة كان يفتقدها الفريق.. في مقابل ذلك لم يستفد الهلال من تعزيز صفوفه بلاعب محلي ولاعبوه الأجانب الجدد لم يظهروا ما هو مأمول منهم.. هذا فضلاً عن عدم قدرة طارق التائب على لعب مباراة كاملة بسبب الإصابة..!

كما أن غياب عبداللطيف الغنام بالنسبة للهلال ترك فراغاً كبيراً في وسطه.. فالغنام كان يؤدي أدواراً مهمة في الوسط الهلالي.. فيما كان النصر قد عزز صفوفه كما قلنا بلاعبين أجانب ومحليين.. فتواجد ربيع وغالي والكويكبي أعاد عنصر المنافسة بين أفراد الفريق.. فساهمت في ارتفاع مستوى الأداء النصراوي بشكل عام..!

أما آخر الأمور.. فهو عدم ثبات المدرب الهلالي على تشكيل ثابت.. وبالتالي ربما أحدث عدم الانسجام.. بينما عطاءات الفريق النصراوي ترتفع تدريجياً بنسبة تشير إلى تفاعل إيجابي لأفراد الفريق مع خطط مدربه الأرجنتيني الذي أعطى الفريق شخصية قوية.. وتكتيكه الذي يتوافق أصلاً مع إمكانات لاعبيه.. أدى إلى تحقيق نتائج باهرة.. وعروض لم نشاهدها للفريق منذ فترة طويلة..!

كل هذه العوامل تؤكد أن كفة النصر هي الأرجح.. وأن عودة النصر لمنافسة الهلال تبدو حقيقية.. إذا لم يحولها لاعبو الهلال إلى سراب.. بتكرار مواقفهم المشهودة في مثل هذه المباريات الهامة.. وقد يكون لمرمى النصر موعد جديد مع ياسر والفريدي وغيرهما من نجوم الهلال.. ودعونا لا نستبق الأحداث كثيراً.. فما أجمل أن تتحدث هي عن نفسها..!

إذاً.. ما هي العلة..؟!

الأهلاويون لا يترددون في توجيه أصابع الاتهام لأي حالة إخفاق تصيب فريقهم صوب مدربيهم.. فهم يرون أن أي حالة إخفاق للفريق.. فإن للمدرب الدور الكبير في ذلك..!

وفي رأيي أن مثل هذه القناعات هي التي جعلت الأهلي يفرط ومنذ مواسم عدة في مراكز أولى يستحقها.. فعدة مدربين يحملون سيراً ذاتية ممتازة.. تعاقبوا في تدريب الفريق في فترات متفاوتة، هل يعقل أنهم سيئون إلى هذه الدرجة؟ ثم هل هذا الإخفاق محدد بشخص هذا الأجنبي المتعاقد؟ بالتأكيد الإجابة ستكون بالنفي.. حتى وإن حاول بعض الأهلاويين التمسك بتلك الأعذار.. لأنها لا يمكن أن يعول عليها.. أو يؤخذ بها.

الأهلاويون يبحثون عن عذر يقنعون به أنفسهم أمام ضياع البطولات.. وأمام تواضع المستوى.. وأمام أنصاف لاعبين.. فالحقيقة تقول إن الأهلي تعاقب عليه أفضل الأسماء التدريبية.. وأن هناك عوامل كثيرة قادرة على جعل الأهلي طرفاً دائماً في البطولات.. لكن ما هي العلة..؟!

مشكلة الأهلاويين المستمرة والدائمة عند كل إخفاق.. أنهم يبحثون عن الحلقة الأسهل والأضعف وهي المدرب.. وليس هناك مانع من إيجاد أعذار أخرى.. بشرط أن لا يحمل صاحب المسؤولية مسؤوليته.. وأجزم أن لاعبي الأهلي يتحملون الجزء الأكبر من مسؤولية استبعاد الأهلي عن مواقعه الطبيعية وخروجه من البطولات بوضع يثير الشفقة على فريق كبير مثل ما حدث أمام الفتح.. فالأهلاويون أعضاء شرف وإدارات متعاقبة يجاملون المخطئين من اللاعبين حتى تتجاوز المجاملة حدودها.. فهم يستخدمون بعض المسكنات الموضعية لآلام فريقهم.. ولم تأت إدارة تستغني عن هذا المخدر وتستعمل المشرط للوصول إلى مكمن الداء وتستأصله نهائياً.. وفضيحة مباراة الشباب في الموسم الفائت يؤكد أن الأهلاويين يبحثون دائماً عن المسكنات الموضعية.. فتلك المباراة كشفت وبالدليل القاطع أن الفريق بحاجة إلى إعادة بنائه من جديد.. وإبقاء من يسعى لمصلحة الفريق.. فالمصلحة تتطلب التجديد وتصفية عناصره ليمثله من يستحق ويضحي من أجل الشعار الأخضر.. وتسليم البقية خطابات شكر عن جميع خدماتهم السابقة للفريق..!

مجاملة في غير محلها..!

لا يختلف اثنان على أن مدرب التعاون الحالي البرازيلي سيلسيو.. من أفضل الأسماء التدريبية التي مرت على تاريخ التعاون.. وطرحت أكثر من مرة إعجابي بقدرة المدرب.. خاصة في تعامله النفسي مع لاعبيه.. وقراءته للمباراة وأحداثها بشكل سيلم من خلال تدخله وسط المباراة.. فتبديلاته الموفقة دائماً تقلب الموازين.. إلا أن هذا لا يمنع من مساءلة المدرب عندما يخطئ ولا يوفق في التعامل الصحيح..!

وهذا الأسلوب ليس بدعاً من القول.. فجميع الفرق والمنتخبات العالمية تساءل مدربها من المسؤولين عن الفريق عند حدوث أخطاء في التكتيك أو التشكيل أو في التبديل.. وهذا تدخل منطقي فالمساءلة ومناقشة الأخطاء أمر ضروري لضمان عدم تكرارها..!

ومباراة ضمك الأخيرة التي لعبها التعاون في تصوري أنها أسوأ مباراة لعبها الفريق ليس في هذا الموسم فحسب.. بل حتى في مواسم ماضية.. والسبب التشكيل الخاطئ في منطقة الدفاع الذي أحدث ربكة لجميع اللاعبين.. ونتيجة لذلك.. فإنه أجبر نفسه -أعني الدرب- على إجراء تبديلات اضطرارية لتعديل ما يمكن تعديله.. وغابت التبديلات التي من شأنها أن تحدث الأفضل وتبدل الموازين كإشراك السبيعي والبيشي وناشي..!

فالمدرب أصر على إشراك بعض العناصر المستهلكة على حساب النجوم الذين يتوسم فيهم التعاونيون خيراً خاصة في منطقة الدفاع.. وما يعني إشراك العروان (قلب الدفاع) كظهير رغم وجود بدلاء أفضل كعبد الله الحربي أو موسى المبرك.. وهل اللاعب الذي أشركه لأول مرة عبدالله الجمعان في مباراة مهمة أفضل من غيره(؟!) وهل موسى المبرك الذي يعول عليه التعاونيون الشيء الكثير بمستواه المتطور وروحه العالية أقل إمكانات من الجمعان..؟!

أم أن المسألة بالنسبة لسيلسيو (تجريب) وسط الموسم؟ أم أن المسألة تقديم أسماء جديدة تنسب شخصياً له أو لغيره..؟! المدرب التعاوني بحث عن وسائل الفوز ولكنه بمجاملته لعناصر مستهلكة ربما يفقده شخصيته الطبيعية..!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد