أرقام مخيفة.. تلك الأرقام المُعلن عنها.. عن تصاعد نسبة حالات الطلاق.. أو عن.. ارتفاع نسبة المطلّقات.. أو عن.. تضاعف المشاكل الزوجية، وحاجة ذلك إلى وجود مكاتب صُلح في المحاكم.. تمنع الزوج.. أو تردع الزوج أو تهدِّئ الزوج.. أو تحاور الزوج قبل أن يطلق لفظة الطلاق مع ما يعقبها من مشاكل ومآسٍ وأحزان اجتماعية.
** اطلعت على أكثر من دراسة نُشرت في صحفنا.. عن الطلاق وأسبابه ودوافعه.. ولماذا استشرى في السنوات الأخيرة.
** هذه الدراسات.. قد لا تكون دقيقة (100%) ولكنها تعطي مؤشراً لأبرز الأسباب التي دفعت الزوج لأن يطلِّق.. ولكن.. كان من هذه الأسباب (سوء الاختيار).
** وقضية سوء الاختيار.. تقع على الزوج والزوجة.. فالزوج قد اختار امرأة تناسبه (فكراً) وطباعاً وعادات.. وربما ثقافة.
** والزوجة.. أو.. ولي أمر الزوجة ربما لم يكلِّف نفسه عناء السؤال عن هذا الخاطب.. وماذا يكون.. وماذا هو عليه من حال.
** كم من فتاة تورّطت بعد أن دخلت بيت الزوجية.. لتكتشف أنّ زوجها مدمن مخدرات أو مهدّد بالسجن الطويل في أي لحظة.. أو مطارَد أو مطلوب.. أو ربما هو مريض نفسي.. أو يعاني من مشاكل لم تكن في حسبانها.. ولا في حسبان أهلها.. الذين دفعوا بها لهذا الشاب دفعاً.. دون أن يسألوا عنه.. السؤال الدقيق.. الذي يعرف أبعاداً خافية في حياته.. لمن أخذها بشكل سطحي أو ظاهر.. ولكن.. لو تعمّقت وتابعت وسألت لكشفت الحقيقة على ظاهرها.
** المجتمع اليوم.. كما يعاني من حالات (العنوسة) يعاني أيضاً.. من حالات (الطلاق) وهي أشدّ وأسوأ.. ذلك أنّ مجتمعنا وشبابنا.. ينظرون إلى المطلّقة نظرة دونية.. بينما هي مثل الفتاة التي لم تتزوّج.. بل ربما أحسن حالاً من الكثير ممن لم يتزوجن.. غير أنّ حظها العاثر.. ساقها لهذا الشاب أو ذاك.. الذي طلّقها.. وكثير من الشباب.. اقترنوا بمطلّقات فعاشوا حياة سعيدة لا يمكن وصفها.. بل إنّ المطلّقة.. تسعى لإسعاد زوجها أكثر من غير المتزوجة.. بل إنني سمعت من بعضهم أنّ المطلّقة.. أو التي فشلت في الزواج الأول.. تُوفّق وبشكل كبير في الزواج الثاني.
** وسمعت أيضاً.. أنّ المتزوجين من مطلّقات.. هم أسعد حظاً.. وأهنأ عيشاً.. وأكثر راحة من غيرهم.. وهذه الأمور.. أتركها لأهل الاختصاص.. فهم الأقدر على الإبحار فيها..
** هناك من طالب بعقد دورات للشباب والفتيات قبل الزواج ويبدو.. أنّ أكثر حالات الطلاق ليس سببها عدم القدرة على تدبير أو إدارة شئون المنزل.. أو عدم القدرة على التعامل مع الآخر .. أو عدم القدرة على تحمُّل المشاكل.
** يظهر أنّ أكثر المشاكل.. تنشأ من سوء الاختيار.. أو أنّ أحدهم لا يصلح للآخر.. أو أنّ بينهما تنافراً في الطِّباع والعادات والثقافة وطريقة التفكير.. أو ربما (التديُّن) فهذا متديِّن والآخر (شاطح) وهنا.. تكمن المشكلة الكبرى.
** سوء الاختيار.. قضيّة مهمّة يجب ألاّ نغفل عنها.. وهي مهمّة الوالدين قبل الاقتران.