الرياض- فواز الناصر
تعتمد بعض الأسر السعودية على نسائها في زيادة دخلها المادي. في ظل ارتفاع التكاليف المعيشية التي اجتاحت السوق السعودي. وتقدر نسبة الزيادة وفقاً لعدد منهن ما بين 30% إلى 50%.
وتتنوع مصادر الدخل بينهن. إذ يلجأ البعض منهن إلى مراقبة أسعار الذهب في حالة انخفاضه فيتم شراؤه، وفي الارتفاع يباع لتدرج قيمة ضمن المصاريف الأساسية للأسرة، ومن بينهن أم فوز الذي لها ما يقارب العامين وهي تنهج هذا الأسلوب لكي تسدد قيمة إيجار منزلها الذي يقدر بـ 24 ألف ريال في العام.
وتقول: (زوجي راتبه لا يتجاوز 5000 ريال وأولادنا ثلاثة، وأنا لا أعمل، ولجأت إلى هذه الطريقة خشية من تراكم الديون على كاهل زوجي). وتضيف: (لدي مبلغ من المال استثمرته من خلال الذهب الذي يعد المخبأ الأول للمال وخصوصاً لامرأة مثلي لا تعمل).
وتوضح أن ما تكسبه بهذه الطريقة يرتفع قليلاً عن قيمة الإيجار، تتصرف في الزيادة إما بوضعه في رأس المال الذي تشتري به الذهب، أو تدفعه قسطا للمدرسة الأهلية التي تدرس فيها ابنتها الكبرى إذا صادف وقت الدفع، بمشاركة مع زوجها.
وبلغة المشاركة يؤكد خالد (30 عاماً) ضرورة مساعدة زوجته له لحماية السفينة من الغرق في الوقت الذي بدأت فيه الأمواج بالارتفاع على حد قوله.
ويضيف: (زوجتي تعمل منذ أربعة أعوام وراتبها يقدر بـ 6000 ريال، تتحمل فيها مصاريف المنزل لمدة ستة أشهر متفرقة في العام، وأنا أتحمل المدة المتبقية). ويرى أن هذه الطريقة هي الأنسب لكبح الغلاء في تكاليف المعيشة.
ورغم اقتصار عمل البيع للنساء في المحلات المتخصصة لهن، كسرت بعض السيدات هذا الحاجز بعملهن في الأماكن العامة التي تشهد تجمع شريحة كبيرة من المجتمع السعودي. ورصدت «الجزيرة» في جولة ميدانية لها ممشى (الروضة) ووجود حشد من البائعات السعوديات في ممرات الممشى، إذ تقتصر بضائعهن على (المشروبات الباردة) وبعض الألعاب للأطفال.
ويبدأن بعملهن مساءً. ويتجاوز مبيعات الأغلبية منهن 500 ريال خلال فترة لا تتجاوز 4 ساعات.
وتقدر سيولتهن نحو 2000 ريال. وتختلف الأسباب حول نهجهن هذه التجربة، إذ تعزي أم عبدالله (البائعة) الأسباب إلى توفير مصروفات أبنائها. بينما أم سعود تؤكد أنها تساهم في تكاليف منزلها برفقة زوجها.
وتبلغ إيرادات أم عبدالله 200 ريال خلال خمسة أيام فيما في نهاية الأسبوع يقارب 800 ريال وذلك بسبب أن فترة بيعها تمتد بحيث أنها تبدأ من الساعة الخامسة عصراً بدلاً من الساعة السادسة كالمعتاد عليه في بقية الأيام.
وحصرت أم سعود قيمة مبيعاتها أسبوعياً الذي يصل إلى 1500 ريال وذلك بسبب تنوع سلعها، الذي يجذب النساء والأطفال، والذين يعدون أغلب زوار الممشى.