Al Jazirah NewsPaper Saturday  21/02/2009 G Issue 13295
السبت 26 صفر 1430   العدد  13295
ضباب (منظمة التجارة العالمية)!

 

لسنوات طويلة من المجاهدة والضغط والكر والفر بين المدافعين لمبدأ تحرير التجارة العالمية والرافضين لها، انتهت هذه المجاهدة في النهاية برضوخ معظم الرافضين وانصياع كافة دول العالم تقريباً لمبادئ تحرير التجارة.

توقيع اتفاقية الجات GATT 1947 م

عدد جولات التجارة متعددة الأطراف 8 جولات

تأسيس منظمة WTO 1995 م

عدد الدول الأعضاء 148 دولة

عدد الدول المراقبين (في طور الانضمام) 30 دولة

عدد المنظمات الدولية المراقبة 8 منظمة

الميزانية 182 مليون فرنك سويسري 2004م

وتعتبر مبادئ وأفكار تحرير التجارة العالمية في أصلها هي أفكار النظام الرأسمالي الذي يقوم على أساس (دعه يعمل - دعه يمر). وهذه الأفكار تم وضعها في بوتقة محكمة صاغتها الولايات المتحدة الأمريكية يسود انطباع لدى الكثير من المراقبين بأن الهدف منها هو التحكم في مجريات التجارة العالمية تصديرياً واستيراداً. إلا أنه منذ البداية وجد المدافعون عن حرية التجارة، وبخاصة من دول الاتحاد الأوروبي واليابان والذين تبنوا هذه المبادئ وأعطوا لها دفعة لكي يتبناها الآخرون طوعاً وجبراً.

إلا أنه مع ذلك، فإن الانضمام لهذه المنظمة يعتبر في أساسه تفاوضياً، والالتزامات التي تلتزم بها كل دولة ربما تختلف عن الدول الأخرى، وتدخل جوانب عديدة في تحديد مدى مكاسب أو خسائر كل دولة من جراء الانضمام للمنظمة، تعتمد على مدى مكانة الدولة الاقتصادية، ومدى ثقلها في التجارة العالمية كمستورد أو مصدر، وغيرها من الأمور ربما ترتبط بجوانب سياسية.

المهم، فإن الجدول أعلاه يوضح أن عدد الدول التي انضمت فعلياً أو المراقبة التي في طور الانضمام وصل إلى حوالي 177 دولة، وهو عدد يقترب من عدد الدول المستقلة في العالم والتي تصل إلى 198 دولة. أي أننا نستطيع القول بأن الجميع انضم ولم يبق سوى دويلات - مستعمرات لها أوضاع خاصة. إن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا بعد انضمام الجميع لمنظمة التجارة العالمية؟ هل تحسن وضع الاقتصاد العالمي؟ هل فعلاً الحرية التي تبنتها المنظمة وفرت الحماية للتجارة العالمية من الانهيار؟ هل النظام الحر ككل يبدو آمناً؟

لقد فاجأت منظمة التجارة العالمية الجميع بطرح عشر أفكار خاطئة ترى أنها تمثل الانطباع العام عنها لدى الجمهور العالمي، وتسعى لدحضها.. ونسعى هنا لعرض هذه الأفكار التي طرحتها منظمة التجارة نفسها على موقعها الخاص على الإنترنت، وهي كما يلي:

1- إن منظمة التجارة العالمية تملي السياسات على الحكومات.

2- إن منظمة التجارة العالمية تعمل على تحرر التجارة أياً كان المقابل.

3- إن المصالح التجارية تغلب على التطور.

4- كما تغلب على البيئة.

5- وتغلب كذلك على الصحة والأمان.

6- إن منظمة التجارة العالمية تقضي على فرص التوظف وتزيد من حدة الفقر.

7- إن الدول الصغيرة لا حول لها ولا قوة في منظمة التجارة العالمية.

8- إن منظمة التجارة العالمية هي أداة في يد التحزبات والتجمعات واللوبي القوية.

9- إن الدول الأضعف مجبره على الانضمام لمنظمة التجارة العالمية.

10- إن منظمة التجارة العالمية منظمة غير ديمقراطية.

لسوء الحظ أن هذه الأفكار العشرة إذا كانت تعتبر مجرد أفكار يتقول بها بعض المراقبين والمحللين في الماضي، فإنها قد أصبحت انطباعاً وهاجساً حقيقياً بعد المستجدات الاقتصادية الأخيرة، والتي أبرزها هبوب رياحين الأزمة المالية العالمية، واستنباط الكثير من المحللين أن النظام الرأسمالي الحر يعتبر هو السبب الرئيس وراء نشوب هذه الأزمة المالية.. فماذا بعد؟ للدول التي انضمت ولا تجد أن هذه المبادئ تناسبها أو ربما تجدها تهدد جوانب حقيقية في تجارتها الدولية؟ هل تمتلك هذه الدول حق الانسحاب؟ أم أن الأمر يرتبط بالمبادرة الأولى؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد