الثقافية - محمدعطيف
كانت ليلة مميزة في أجندة الاثنينية الشهيرة للوجيه عبد المقصود خوجه عندما حظيت بشرف تكريم ابن جازان المبدع وشاعرها وأديبها الأستاذ إبراهيم عبدالله مفتاح وسط حضور نخبوي وكبير استمتع بليلة توهج كبيرة للشاعر مع الذكريات والتاريخ وفرسان الإنسان والمكان الحاضر والماضي ورؤى القادم.
بدأت الاحتفائية باستقبال المضيف لضيفه بعد صلاة العشاء مباشرة بحضور شخصيات كبيرة من أمثال معالي الوزير السابق عبد القادر علاقي والدكتور هاشم عبده هاشم وعدد كبير من شخصيات المجتمع (النسائي والرجالي) يتقدمهم أصدقاء الشاعر ومحبيه في مختلف المناطق و(الجازانيون) الأوفياء الذي احتفوا ووفوا بحضورهم.
بعد جلسة ترحيب خفيفة اكتمل خلالها عقد الضيوف قاد (خوجه) الجميع لمكان الأمسية، حيث بدأت بتقديم موجز ثم تلاوة عطرة لآيات من القرآن الكريم ثم نبذة تعريفية عن مسيرة الضيف الأدبية الحافلة كأديب وشاعر وكاتب ومهتم بالآثار. بعدها تحدث عبد المقصود خوجه في كلمة (متقنة) عن ضيفه تتبع فيها مسيرته شاكراً له قبول الدعوة، ومؤكداً على أن الاثنينية هي لكل الوطن وهدفها تكريم المبدعين ممن ساهموا في الحراك الثقافي والعلمي، مؤكداً أيضاً على أن (مفتاح) كان له دوره التربوي في الجيل والنهضة والبناء، وأنه شاعر محب للمكان، ملتصق به (جزء على أديم الأرض) وهو الذي طفق دوما يسجل مشاعره شعراً مرتبطاً بالمكان ووفاءً للأرض والتحاماً بمن سكن الديار، وهو يألف ويؤلف وينساب شعره رقراقاً ينبض بالحب والجمال. وأضاف (خوجه): زمالتي له في الآثار والإنجازات التي أضافها في ذلك المجال أشرعت في كل الاتجاهات وخصوصاً فرسان حيث يعتبر كل ذلك نموذجاً صحياً للعمل المناطقي إن صح التعبير رغم أن المناطقية منبوذة لكنها شريفة إذا التصقت بالمنافسة الشريفة. وأشاد بالتصاق الضيف بمرابع أنسه، ومكان طفولته وتغنيه بهما في وفاء كبير.
بعدها تحدث الدكتور مدني علاقي مطولاً عن الضيف وتعرض لجوانب عديدة من حياته في جازان وتأثره ببيئته ومكامن الجمال في مسيرته الحافلة. ثم أفسح المجال للمحتفى به ليتحدث مطولاً وعلى سجيته الرائعة حيث بدأ بإشارة إلى أن (مفاجأة الدعوة) و (الحيرة في القول) جعلته يصر على أن يكون هذيانه (جزر فرسان) ليصحب الحضور في جولة رائعة فيها شملت الجغرافيا والتاريخ (الأرض والمكان) في تبسيط ثري لكتابه (فرسان الأرض والناس والتاريخ) مستعرضاً ذكرياته الثرية وجماليات كبيرة عن الجزر الحالمة معتذراً ما بين فترة وأخرى على الإطالة برغم أن الجميع كان في قمة الإنصات والاستمتاع.
بعد نهاية حديثه شاهد الجميع فيلماًَ وثائقياً مدهشاً عن مسيرته الحافلة أعده ابنه الشاعر المتألق عبدالله مفتاح. ثم فتح المجال للمداخلات التي ابتدأتها الدكتور أفنان الريس بسؤال عن استخراجه المذهل لكنوز النفس الإنسانية المكنونة. ثم سؤال لخوجة عن أفضل الوسائل المتاحة لحفظ قطع الآثار الموجودة كمقتنيات شخصية لدى بعض المواطنين. ثم سؤال للشيخ محمد علي الصابوني (خادم الكتاب والسنة) عن الاستفسار عن (شوقنا لزيارة فرسان وأنت من دررها ولؤلؤها فهل كنت في شبابك غواصاً ماهراً واستخرجت لؤلؤاً نفيساً وهل سلمت من غدر البحر؟!!!). ثم مداخلة من نبيل عبدالله موسى (رجل أعمال) حول مستقبل الجزر سياحياً إذا توفرت الخدمات، وكيف يراها الضيف؟. ثم مداخلة للأستاذة سعاد الصابوني عن أثر فرسان المكان في إنتاج الشاعر الشعري.
بعدها اختتمت الأمسية بالتكريم من الاثنينية للضيف الكبير حيث قدم له المضيف والدكتور علاقي درع الاثنينية التذكاري.