الطائف - خلف القرشي
في إطار برنامجه (التكريمي) الشخصي المميز، أقام الدكتور محمد السيد عادل قاري المدير التنفيذي لجهاز السياحة بالطائف حفل تكريم لورشة العمل المسرحي بفرع جمعية الفنون بالطائف بجانب تكريم مدير الجمعية السابق الأستاذ عبد العزيز عسيري ومديرها الحالي الأستاذ فيصل الخديدي وكرِم أيضا الأستاذ محمد عابد بكر بعد انتقاله من العمل الرسمي بالجمعية وانتخابه مشرفا عاما على الورشة.
اشتمل برنامج التكريم الذي أقيم بمقر الجمعية على عدة فقرات، وشارك في تقديم برنامج الحفل والربط بين فقراته كوكبة من أعضاء ورشة العمل المسرحي وقدموا نبذة عن الورشة وإنجازاتها ومشاركاتها المختلفة داخل وخارج المملكة بجانب ما حصلت عليه من إشادات وشهادات وجوائز. وقدمت أيضا سيرا ذاتية عن مديري الجمعية المكرَّمين وعن أبرز أعضاء الورشة.
أشار مقدم الحفل سامي الزهراني إلى أن الدكتور (قاري) يكرم الفعل الثقافي لا الشخوص، وقدم ضيوف الطائف الآتون من الرياض، مذكرا بعلاقتهم القديمة بالورشة فالصيني أول رئيس للجنة الفنون المسرحية بالجمعية والصقعبي كاتب لأول نص (مونودراما) قدمته الورشة. والحوشاني ناشط مسرحي ومتابع لعطاءات الورشة منذ بداياتها.
الدكتور (قاري) ذكر أنه منذ سنوات وهو يفكر في تكريم أعضاء الورشة تعبيرا عن تقديره وإعجابه بهم لكنه تردد خوفا من أن يقال: (إنني غير مسرحي وما لي ومال المسرح وأهله).
وأضاف (قاري): (هناك غيري يفكر في تكريمهم ولكني كنت (ملقوفا) وبادرت بتكريمهم) وقال (قاري): (لقد فهمت بعض مما قدموه وبعض الآخر لم أفهمه ومع الزمن أدركت أنهم يقدمون فنا جميلا، وأدركنا لا حقا أننا أمام مجموعة يجب أن نقف لهم إجلالا واحتراما ويجب أيضا أن نؤازرهم وهم رموز مسرحية تجاوزت كثيرا من العقبات).
(قاري) رحب بالضيوف من خارج الطائف ومن داخلها وخص بالذكر الدكتور الصيني والدكتور أيمن حبيب والدكتور عالي القرشي والأستاذ حماد السالمي والأستاذ الشريف محمد بن منصور.
(قاري) أشار لدعم معالي محافظ الطائف الأستاذ فهد بن عبد العزيز بن معمر للورشة ومتابعته لنجاحاتها وإنجازاتها وأشار لتوجيه وعبارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة في أهمية تجاوز (ثقافة الإحباط) وأكد أن أعضاء ورشة العمل المسرحي هم كذلك.
(قاري) ذكر بشيء من التقدير والوفاء جهود رئيس الجمعية الأسبق الأستاذ الشريف عبد الله المرشدي رحمه الله.
مدير الجمعية السابق الأستاذ عبد العزيز العسيري شكر في كلمته (قاري) على التكريم وذكر أنه لم يكن مديرا بالمعنى التقليدي بل كان مجرد منسق ومشرف عام وشكر العسيري زميله فيصل الخديدي على قبوله ترشيح زملائه له مديرا للجمعية.
فيصل الخديدي المدير الحالي للجمعية شكر (قاري) أيضا وقال (أنا ابن هذا النسيج منذ 15 عاما ومعايش لأنشطة الجمعية ومتابع لها، ولن أخرج في إدارتي لها عن نهج هذه الأكاديمية التي تستحق أن كون أكاديمية أكثر منها جمعية).
قدم عضوان من الورشة قصتها وأشارا فيها إلى ما لاقته الورشة من تغييب اجتماعي وإعلامي وفني في بداياتها ولكنها تجاوزت كل ذلك بتطبيقهم بحرفية لمفهوم الورشة وقالا: (لقد تمكنت الورشة في النهاية من تقديم أكثر من أربعين عملا مسرحيا للصغار والكبار. بجانب المشاركة في أكثر من أربعين مهرجانا محليا وعربيا. وقد حققت أكثر من 40 جائزة وقامت بإنشاء موقع مسرحي إلكتروني لها على النت هو الثالث من نوعه عربيا والأول محليا ويعد الأفضل من الناحية الإخبارية، كما أنها تحدت الظرف الزماني والمكاني وحققت ما يشبه الحلم).
الدكتور عثمان الصيني كان أول المتحدثين في الندوة المصاحبة لحفل التكريم بجانب الأستاذين عبد العزيز الصقعبي وفهد الحوشاني التي أدارها الأستاذ عبد الحق قاري.
استهل الصيني حديثه بالقول: (إن من لا يشكر الناس لا يشكر الله وأنا أشكر الدكتور (قاري) على مبادرته كما أشكر مديري الجمعية الحالي والسابق) وأضاف: (جئت لأحتفي بالشباب ولأرى وجوها لم يتسن لي الالتقاء بها منذ زمن). الصيني تحدث عن التاريخ الثقافي للطائف وعن مسيرة الحركة المسرحية بها ابتداء من تمثيليات ومسرحيات بسيطة كانت تقدم في نادي الضباط على شرف ضيوف وزارة الدفاع أيام الأمير منصور بن عبد العزيز- رحمه الله- وأشار الصيني للمسرح المدرسي في عدد من مدارس الطائف. الصيني ذكر أسماء روادا في المسرح الطائفي ومنهم عوض مستور الطويرقي وموسى فلاته ويحي اليامي وثامر الميمان وغيرهم.
الأستاذ عبد العزيز الصقعبي شكر راعي الحفل الدكتور (قاري) وذكر أن تلك القاعة تبعث في نفسه ذكريات شتى ومنها أن والده رحمه الله قد حضر فيها ليلة عرض أول مسرحية كتبها ومثلت على هذا المسرح.
وأضاف الصقعبي: (الورشة مشروع جماعي قويت بروح الفريق التي سادت منذ البداية بين أفرادها، وهذا الصرح قوي وممتع ومذهل ولولا إخلاصهم وجديتهم بجانب الحب فيما بينهم لما وصلوا لما وصلوا إليه ولما كان لها هذا الحضور في كل مكان. الورشة تعي متى يكون المقام مناسبا للعزف، وتعي قيمة الصمت أيضا وتعي قيمة الكلام المبني على ثقافة مسرحية وعلى متابعة لكل جديد ومختلف. الورشة قنينة عطر مركبة جمع فيها تاريخ مسرح الطائف قديما وحديثا. كما ترون لقد تحدثت عن نفسي لأنني جزء من هذه الورشة).
الأستاذ فهد الحوشاني استهل كلمته باستعارة عبارة للمؤلف المسرحي فهد ردة الحارثي (مشاعركم مسرح). وقال بعد ذلك (الورشة قاسم مشترك أعظم للمشاركات المحلية والخارجية والطائف تكرمها الليلة ممثلة في شخص الدكتور (قاري).
الناقد الأدبي الدكتور عالي القرشي كان أول المتحدثين بعد انتهاء الندوة الرئيسة وقال: (مساء مبهج مفرح نتحلق فيه حول إنجاز وإبداعات جمعية الطائف وأبرز المنجزات ورشة العمل المسرحي هذه الورشة التي أثبتت حضورها ووجودها ومنهجها ليس على مستوى الوطن بل على مستوى العالم العربي وحضورها العربي دليل على ذلك وكذلك التقاء النقاد المسرحيين على إبداعات وتميز هذه الورشة. ولعلي هنا استعيد مقولة الدكتور عثمان الصيني عن نموذج الإدارة الثقافية الذي تحتذيه الورشة والجمعية المعتمد على روح الانسجام والعمل الجماعي الذي تفنى فيه بعيدا عن الذوات من اجل تحقيق مزيد من الانجازات ولتثبت الحضور والفاعلية . إن ورشة العمل المسرحي لم تستسلم لما كان يقال ويثار بل واصلت مسيرتها بثقة واقتدار واقتناع حتى أصبح ما كان يصادر ويرفض محط الاهتمام والحضور ومحط الاستضافة في عدد من الملتقيات والمهرجانات. لا يسعني إلا أن اشد على أيديهم وأدعو لهم بمزيد من التفوق والتميز).
الدكتور (قاري) قدم درعا تذكاريا للدكتور عالي القرشي باعتباره مشرفا على منتدى عكاظ الثقافي بالجمعية سابقا وقال عنه: (الدكتور عالي أسهم في رفع سمعة الطائف وأقف احتراما له ليس لشخصه فحسب بل لعمله ولاسيما في خدمة الثقافة والأدب والنقد في الطائف وسائر أرجاء الوطن) . القرشي ثمّن ل(قاري) بادرته تلك وقال: (هذه لفتة أسعدتني كثيرا ليس لأنها لشخصي بل لأنها مرتبطة بمنتدى عكاظ الثقافي الذي يعلم الجميع مدى ما قدم للمشهد الثقافي عموما وللطائف بشكل خاص).
لقطات
- غاب عن هذا المحفل الثقافي رئيس نادي الطائف الأدبي الثقافي الدكتور جريدي المنصوري وأعضاء مجلس إدارته أحمد البوق ومناحي القثامي وعلي خضران.
- غلبت البساطة والحميمية على أجواء البرنامج.
- الدكتور أيمن حبيب والأستاذ خالد قماش وآخرون حضروا من خارج الطائف خصيصا لهذا البرنامج!
- جمع كبير من الصحفيين حضروا البرنامج.