أود هنا أن التقط ما كتب الزميل رجا ساير المطيري قبل أيام حول معضلة النقد عند بعض المنتمين للحركة الفنية ورؤيتهم للصحافة بعد كل نقد يوجه لهم وسأكمل ما بدأه رجا وإن كان قد صدق في تحليله لهذه المشكلة بأنها جزء من ثقافة يسير عليها الغالبية وأزيد بأنها نتيجة (تضخم) وشعور بالكمال رغم أن الإنسان يتعلم بالمحاولة والخطأ فتتكرر الأخطاء وقد لا يراها إلا المحايدون.
مشكلة البعض أنه يقيس كمال ما يفعل بتصفيق من حوله وإلغاء الآخرين، وفي المقابل ليس هناك شخص ناقص ولكنها درجات في التفوق يجب على الواحد القناعة بما لديه من فروق فردية وعليه أيضاً القبول برأي الآخرين.
قبل فترة ليست بالبسيطة هاتفني ممثل شهير وكانت المكالمة تسودها (شفافية) بدأها بأنه يود الحديث معي صراحة بداعي (صراحتي) وحاول أن يلغي فكرة نقدنا على مسلسلهم الشهير بسبب ما يعتقده بأن المسلسل وصل إلى مرحلة الكمال وأن شخصيات مهمة امتدحت بعض الحلقات التي انتقدناها، وقلت له حينها بأنه ليس من المعقول أن ننساق خلف مديح شخص حتى لو كان مهماً وكأن إعجابه خارطة طريق لنا، وربما لنا رؤيتنا التي تختلف عنه لكننا في كل الحالات محبون وصادقون ولسنا مع أحد ضد آخر كما حاول تمريرها لي ورفضتها وطلبت منه سحبها والاعتذار في حينها وحسناً فعل.
مثل هؤلاء سنوا لأنفسهم انتقاد حالات في المجتمع ولا يريدون أن ينتقدهم أحد، وفي هذه الحالة فلسنا معنيين برضاهم ولا بسخطهم ولسنا عيادة نفسية نستقبل مثل هذه (الوساوس)، بل إن من مهام الصحافة برأيي أن تتلمس مواقع الخطأ مثلما تمتدح ولم تعد نقل الأخبار تلفت انتباه القارئ بل غدا النقد مطلبه ولعل في الشبكة العنكبوتية خير دليل على ما أقول.
برأيي أن صحافة (المرافقين) انتهت وولت إلى غير رجعة وإن كان هناك بعض النماذج ولكن الواقع كشفهم وسيتجاوزهم الزمن قريباً، فيما ليس من حق أحد أن يتم عرض المادة عليه قبل النشر وأخذ إذنه فيها لأن الصحافة تقف على مسافة واحدة من الجميع وكلهم معرضين لمسطرة النقد طالما رضوا على أنفسهم أن يتحولوا إلى شخصية عامة ولا مكان لشخصنة الحالة في أجندتنا.
بعض الفنانين يحبون اللعب على وترين ويحاولون إقحام الزملاء الإعلاميين في صراعاتهم وهذا مرفوض عندي ولا أحب أن أسمح لأحد بنفي ما نشره زميل في مطبوعة أخرى لمجرد اختلاف الفنان معهم.
الصحافة لم تعد شماعة (البلداء) من القوم وهي لم تعد تعيش على تحركات الفنان الأوحد، ولا أظن بأننا سنتقدم خطوة واحدة ما لم نع ما هو النقد ونتفهم وجهة نظر الصحافة وليس صحيحا أن يأتي فنان ويقول بأنه لا يهتم بما يكتب عنه واسألوني أنا فأنا أعرف بهم وبما يصيبهم حين ينتقدون، وأتمنى من بعض الفنانين أن يبتلع الأسطوانة القديمة بأنه (سيفصل) هذا أو ذاك وليهتم بما يقدم وسيجدنا جميعا معه بدل التباكي وسكب دموع التماسيح.