Al Jazirah NewsPaper Saturday  21/02/2009 G Issue 13295
السبت 26 صفر 1430   العدد  13295
الشيء من الشيء يتطور
د. عبد المحسن بن عبد الله التويجري

 

ليس من شيء في الشيء يتغير إلا وفق هدف، وبتوفر أسباب تمكن من ذلك ومنها: السبب الذي يدعو إلى التغيير والأسباب التي تضمن تحقيقه، فضلاً عن توفر الإرادة ووضوح الرؤية نحو إنجاز محكم، كذلك حشد العدد اللازم نحو جهد مشترك وتأسيس قاعدة تتبنى نجاح الخطة وتدعيم وسائلها.

وتوفر الدعم المادي وفق الحاجة، ويستحسن إعداد جدول زمني لتنفيذ ذلك مع تحديد المكان والإمكان وتفعيل ذلك، والحرص على الابتعاد وكذلك إبعاد قوى التعطيل أو من هو عامل على إفساد الخطة.

ولتحقيق ذلك هناك معطيات أخرى يتوجب رصدها والاستفادة منها، ووفق المعطيات السابق تعدادها فهي الصالحة لتغيير النفس أو السلوك من مستوى إلى آخر وفق مخطط النجاح والتفوق، وكذلك ما يخطر من حاجة إلى استبدال نظام أو تطوير منهاج يحقق قفزة نوعية على طريق النماء والتقدم والقضاء على العلة التي تعترض الانطلاقة.

ومن متطلبات النمو والتقدم إعادة النظر في الأنظمة لكل مؤسسة من مؤسسات الوطن، وإذا لم يحدث التغيير فهي المراجعة حيث للزمان أثره وللمجتمعات تطور فيما يحتاج والتعليم المثال الأهم، وهو أساس لتقدم وتطور الأمة، ولابد من المراجعة للإحاطة أو الحذف أو التغيير، وكذلك الصحة وأساليب خدماتها. إجمالاً لكل مؤسسة هدف من إنشائها لخدمة النمو والتطور ومصالح الناس ومتابعة ما تم بتواصل جاد لا يحقق الاستقرار فقط ولكن في ذلك حركة نحو المتميز والأمثل.

وكما سبق أن ذكرنا الإنسان فهو محط الأمل ووسيلة التقدم والرقي، ولابد من صدق مع النفس والناس، وعزيمة بوضوح الهدف نحو تطور الذات في العقل والنفس، وأنماط العلاقة بالأشياء سواء كان وطناً أو مجتمعاً أو العلاقة مع الذات نفسها.

ولأن تطور الوسيلة له انعكاس على الغاية، فكل أمر يحجب إمكانية ذلك وجب التصدي له سعياً لحلول فعالة.

إن التغيير يعتمد على استنتاج ودراسة الوضع الحالي، وتصوره من جهة متعددة الاختصاص فالشيء لا يستطيع النمو الذاتي إلا بارتواء الجذور، ولكن الفحص والدراسة تضع الأشياء في دائرة الخدمة العامة، ومن الأمثلة التي تلقي الضوء على أمر كهذا ما يحدث في بلدان عدة وعلى مستوى القمة؛ فالمسؤول الأول يعمل عدداً من السنين بعدها يأتي غيره وهو قانون بهدف وليس من منطلق تغيير للتغيير في حد ذاته، ولابد من فكر جديد وممارسة أبعد من السابق.

وهكذا هي سنة الحياة عدل بين الجميع وتلمس للأصلح، فالسلم الاجتماعي يخضع لهذا النمط من الممارسة بهوامش وآثار متعددة، وفي صدر الإسلام لم يكن استبدال الرجل هو الأساس؛ حيث المرجعية متفق عليها، والحاكم لها وبها منفذ أمين، كما أن الشورى فعل مؤثر وليس شكل يكتمل به المشهد، ولابد من إدراك أن الغاية ليس استبدال الأشياء أو حرصا على التغيير في حد ذاته فالأمر أن ينقب إمكان التغيير عن حديث متطور في تطوره ما هو أصلح للعدد الأعم من أبناء المجتمع لا يسبق مسبوقاً ولا يتأخر عن ملحوق وكما هو واضح فإن مركبة هذا الجهد العلم فبدونه تزيد الصورة عتمة ويميل الطريق بالرائي فيكون الجهد على الأرض سرابا وهنا الإنسان على السراب سراب، إن البناء شموخ يعتلي السطح والسفح وله رجال العزيمة منهم وفيهم لا يقصر بها المدى عن الغاية الواضحة معالمها البينة وسائلها. وبهذا تشتري الأمم أمجادها من بطون الزمن بإمكانه وجهدهم للمكان امكان.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد