أمشط جديلة الوقت وأستيقظ كل يوم على فوهة الفقد، واستمرئ أن تكوني إلى جانبي.. حكاية جدتي تلسعني كلما أومض في ذاكرتي أنك كنت يوماً تقودين ركبي..
لكن ذائقة الموت تترقق بحبل المسافات.. هوينا هوينا لتمضي بي نحو رجفة فائقة الاشتعال.. حنانيك؛ فما أنا ناسك وما أنا ذلك الذي يصبر على لسعة النار.. نعم ما كنت تقذفينني بالثلج الدافئ، وكنت أتمرغ في جدوله الصافي.. لم يعد دافئاً، أصبح في ذاكرتي جمراً.. استحال إلى كرة سوداء أرمقها يومياً كلما اقتربت منك.. لم يعد جدوله صافياً صارت الضفادع تتقافز حوله..
أصبح الآن مراً حد الغثيان..
أمشط جديلة الوقت كي أنتهز فرصة دون فائدة كي أقتنص عنف الماضي وأدون مضغة شقية.. أتلمظ سفر الشهوة.. أتحسس قدري.. هل ما زلت أقف مصلوباً.. أم أن الهزة الأرضية التي حدثت بالقرب منا ذات نزهة ما زالت تتردد..؟ هل تجرؤ على ذلك..؟ مسخ يتلوى إلى جانب لوحة تشكيلية رسمتها بالأمس فتاة تتمزق بجانب تلك اللوحة.. تدخل فيها.. تخرج منها.. أصبحت الفتاة مكررة.. ثلاث فتيات.. غابت اللوحة.. لم أعد أشاهد شيئاً.. وجع حد اللوعة.. أعود للمسخ.. أحاول تشكيله من جديد.. ها.. عبثاً ليس بمقدوري أن أفعل شيئاً.. ها هو يغادر.. يمضي مهرولاً نحو البحر ليغطس بعيداً عني.. حتى هذا الكائن المشوه الذي أفسد لو حتى لا يريد أن يطاوعني..
أمسك بالفرشاة من جديد.. الألوان تتحجر والماء يتيبس في الكوب واللوحة بدأت تضطرب.. كان مساً من الجنون قد اجتاحها.. تتراقص في الظلام وتهرب تهرب بعيداً نحو البحر تطارد المسخ.