الخرطوم - وكالات
اتهم متمردو دارفور الحكومة السودانية بشن هجومين على مواقعهم أمس بعد يوم من توقيع الجانبين اتفاقا لحسن النوايا يمهد الطريق أمام محادثات سلام. وقالت حركة العدل والمساواة ان طائرات حكومية قصفت مقاتليها في منطقة جبل مرا الشرقية فيما اشتبكت قوات برية مع مسلحين على بعد نحو 70 كيلومترا إلى الشمال الشرقي.
واكد قائد كبير في فصيل متمرد اخر أنباء الهجوم الجوي وقال انه أسفر عن مقتل أربعة مدنيين بينما ذكرت قوات حفظ السلام أنها تتحرى صحة التقارير عن الواقعتين. وستثير التقارير قلق المراقبين والحكومات الأجنبية التي رحبت بحذر بالاتفاق بين حركة العدل والمساواة والحكومة. ويعتبر كثيرون الاتفاق خطوة أولى نحو السلام بعد قرابة ست سنوات من القتال. والتقى الجانبان المتصارعان في قطر واتفقا على منح محادثات السلام أولوية وتبادل السجناء والسماح بتدفق المساعدات بحرية لكنهما لم يصلا إلى حد الاتفاق على وقف اطلاق النار. وقال الجانبان انهما يعتزمان التوصل إلى (اتفاق إطار) منفصل سيمهد الطريق في النهاية لإنهاء العمليات القتالية وبدء محادثات كاملة. وتأتي انباء تجدد القصف في وقت شديد الحساسية بالنسبة للسودان فيما ينتظر قرارا من قضاة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بشأن ما إذا كانت ستصدر امر قبض بحق الرئيس عمر البشير في اتهامات بالابادة الجماعية في دارفور. وكانت القوات السودانية تعترف بقصف المتمردين في الماضي بالرغم من ان الغارات الجوية على دارفور محظورة بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي واتفاقيات اخرى. وقال سليمان صندل القائد الكبير في حركة العدل والمساواة ان قوات الحركة صدت هجوما في منطقة جبل وانا بالقرب من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وأضاف (بينما كنا في دورية عادية تعرضت قواتنا لهجوم من القوات الحكومية... وقوات أخرى مع الحكومة. (وقال صندل ان طائرات الحكومة قصفت أيضا مواقع حركة العدل والمساواة في جبل مرا.
وأردف (اتفاق حسن النوايا في الدوحة لم يتضمن وقفا للعمليات الحربية لذا فالحرب مستمرة). وقال انه يتحدث من دارفور من هاتف يعمل عن طريق الأقمار الصناعية. وأضاف هذا أمر طبيعي بالنسبة لنا. لن يؤثر هذا على محادثات الدوحة لانها مسار منفصل. وقال عبد الواحد محمد أحمد النور قائد جيش تحرير السودان والذي يعيش في المنفي في باريس ان طائرات هليكوبتر وطائرات عسكرية حكومية قصفت المنطقة التي قال انه يسيطر عليها في منطقة جبل مرا الشرقية. وأضاف ان أربعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال قتلوا فيما أصيب 40 على الأقل.